للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجاج من أشدهم ذما له، فقد قال فيه أقوالا، منها: التدليس أخو الكذب. وقال: لأن أزني أحب إليَّ من أن أدلس. وهذا من شعبة إفراط محمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير (١). وقال النووي: وظاهر كلام شعبة أنه حرام، وتحريمه ظاهر، فإنه يوهم الاحتجاج بما لا يجوز الاحتجاج به، ويتسبب -أيضا- إلى إسقاط العمل بروايات نفسه مع ما فيه من الغرور (٢).

[٢ - تدليس التسوية: تعريفه]

هو أن يروي المدلس حديثا عن ضعيف بين ثقتين، لقي أحدهما الآخر، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيستوي الإسناد كله ثقات (٣) بحسب الظاهر لمن لم يخبر هذا الشأن.

وقد سماه القدماء تجويدا، فيقولون: جوده فلان، يريدون ذكر من فيه من الأجواد، وحذف الأدنياء (٤).


(١) الكفاية للخطيب البغدادي ص ٥٠٨.
(٢) شرح النووي على مسلم ١/ ٣٣.
(٣) انظر: شرح ألفية العراقي له ١/ ١٩٠، التبيين لأسماء المدلسين ص ٣٤٣ مع المجموعة الكمالية رقم ٢.
(٤) انظر: توضيح الأفكار للصنعاني ١/ ٣٧٦.
تنبيه: ليس من هذا النوع إذا روى الثقة عن اثنين، أحدهما ضعيف، والآخر ثقة، فيحذف الضعيف، ويبقى الثقة، كما فعل الإمام البخاري في حذفه عبد الله بن عمر العمري، واقتصاره على مالك في حديث: "إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات .. الحديث".=

<<  <   >  >>