للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوحي بأنها الطريقة التي سلكها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سيرته (١).

فإذا كان الحديث عاما يشمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعله، فالسنة خاصة بأعماله (٢).

ومن هذا المنطلق ندرك معنى قول عبد الرحمن بن مهدي (٣) حين سُئِلَ عن الأوزاعي (٤)، وسفيان الثوري (٥)، ومالك بن أنس: أيهم أعلم؟

فقال: الأوزاعي إمام في السنة، وليس بإمام في الحديث، وسفيان إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، ومالك إمام فيهما معًا (٦).

لكن الحافظ ابن الصلاح (٧) لما سئل عن هذا الكلام أجاب: بأن السنة-


(١) معجم مقاييس اللغة لابن فارس ٣/ ٦١.
(٢) انظر: تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها للندوي ص ١٨ - ٢٠.
(٣) عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم أبو سعيد البصري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، قال ابن الديني: ما رأيت أعلم منه، مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ٤٩٩.
(٤) الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أبو عمرو الشامي، الأمام العلم. قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا فاضلا خيرًا كثير الحديث والعلم والفقه، توفي سنة سبع وخمسين ومائة.
انظر: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال للخزرجي ٢/ ١٤٦ - ١٤٧.
(٥) الثوري: هو سفيان بن سعيد الإمام أبوعبد الله الثوري، أحد الأعلام علما وزهدا، قال ابن المبارك: ما كتبت عن أفضل منه، وقال ورقاء: لم ير سفيان مثل نفسه. توفي في شعبان سنة إحدى وستين ومائة.
انظر: الكاشف للذهبي ١/ ٣٧٨.
(٦) ترتيب المدارك للقاضي عياض ١/ ١٣٢، شرح الزرقاني على الموطأ ١/ ٣.
(٧) ابن الصلاح: هو الإمام الحافظ تقي الدين. أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري الشافعي أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه، وأسماء الرجال.
من مؤلفاته: علوم الحديث، والفتاوى، وغيرهما. توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٣/ ٢٤٣ - ٣٤٤، تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٤٣٠.

<<  <   >  >>