للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشنقيطي (١) في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... } الآية (٢). هي تدل علي عدم تصديق الفاسق في خبره، وصرح تعالئ في موضع آخر بالنهي عن قبول شهادة الفاسق، وذلك في قوله: { .. وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٣). ولا خلاف بين العلماء في رد شهادة الفاسق، وعدم قبول خبره (٤).

وقال أبو حاتم بن حبان: ومنهم -يعني الضعفاء- المعلن بالفسق والسفه (٥)، وإن كان صدوقا في روايته، لأن الفاسق لا يكون عدلا، والعدل لا يكون مجروحا، ومن خرج عن حد العدالة لا يعتمد علي صدقه، وإن صدق في شيء بعينه في حالة من الأحوال، إلا أن يظهر عليه ضد الجرح حتى يكون أكثر أحواله طاعة الله عز وجل، فحينئذ يحتج بخبره، فأما قبل ظهور ذلك عنه، فلا (٦).

وحديث الفاسق يسمى المنكر، وسيأتي الكلام عليه، بعد الكلام علي


(١) هو: العلامة المحقق محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي المولود سنة خمس وثلاثمائة وألف في "تنبه" بمريتانيا، ثم انتقل إلى الرياض فدرس في كلية الشريعة، ثم إلى المدينة فدرس في الجامعة الإسلامية، وعين عضوا في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية صنف: أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن، دفع إيهام الاضطراب، مذكرة في أصول الفقه على روضة الناظر، وغيرها، توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف. انظر: ترجمته المطبوعة في آخر الجزء التاسع من تفسيره لتلميذه الشيخ عطية محمد سالم.
(٢) الآية ٦ من سورة الحجرات.
(٣) الآية ٤ من سورة النور.
(٤) أضواء البيان للشنقيطي ٧/ ٦٢٦ - ٦٢٧.
(٥) الذي في كتاب "المجروحين" لابن حبان ١/ ٧٩، والسنة: ولعل الصواب ما أثبت.
(٦) المجروحين لابن حبان ١/ ٧٩.

<<  <   >  >>