للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لغرابته، وينفق سوقه، أو يكون الحديث معروفًا برواية مالك عن نافع عن ابن عمر، فيرويه عن مالك عن عبد الله بن دينار (١) عن ابن عمر.

قال ابن دقيق العيد: هذا على طريقة الفقهاء يجوز أن يكون عنهما جميعًا، لكن يقوم عند المحدثين قرائن وظنون يحكمون بها على الحديث بأنه مقلوب، وقد يطلق على راويه أنه يسرق الحديث (٢)، إذا قصد إليه (٣). ومثال ذلك: ما روى حماد بن عمرو النصيبي (٤) عن الأعمش عن أبي صالح (٥) عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدأوهم بالسلام" (٦).

فإنه مقلوب، قلبه حماد، فجعله عن الأعمش، وإنما هو معروف عن


(١) هو: عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني مولى ابن عمر ثقة من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ٤١٣.
(٢) الاقتراح لابن دقيق العيد الورقة ١١/ أ مخطوط.
(٣) انظر: الباعث الحثيث لأحمد شاكر ص ٧٤.
(٤) هو: حماد بن عمرو النصيبي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الجوزجاني: كان يكذب.
انظر: الضعفاء الصغير للبخاري ص ٣٥، والضعفاء والمتروكين للنسائي ص ٣٢، ميزان الاعتدال للذهبي ١/ ٥٩٨.
(٥) هو: ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني، قال أبو حاتم: هو من أجلة الناس وأوثقهم، وهو ثقة ثقة، وقال أبو زرعة: ثقة مستقيم الحديث، توفي سنة إحدى ومائة.
انظر: الجرح والتعديل ١/ ٢/ ٤٥١، تهذيب التهذيب ٣/ ٢١٩.
(٦) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ١/ ٥٩٨.

<<  <   >  >>