للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثال ذلك: عطاء بن السائب (١)، اختلط في آخر عمره.

فيمن سمع منه قبل الاختلاط شعبة وسفيان الثوري.

وممن سمع منه بعد الاختلاط جرير بن عبد الحميد (٢).

وممن سمع منه في الحالين معا أبو عوانة (٣)، فلم يحتج بحديثه عنه (٤).

فإذا عرفنا أن حديث سيء الحفظ مردود، فليعلم أنه قابل للانجبار، والارتفاع إلى درجة القبول، وذلك بورود متنه من طريق آخر، سواء كان بلفظه أو معناه، فيصير من قبيل الحسن لغيره، لا لذاته، بل باعتبار مجموع الطرق، لأن مع كل واحد منهم احتمال كون روايته صوابًا أو غير صواب على حد سواء، فإذا جاءت من المعتبرين رواية موافقة لأحدهما رجح أحد الجانبين من الاحتمالين المذكورين، ودل ذلك على أن الحديث


(١) هو: عطاء بن السائب الثقفي الكوفي أحد الإعلام على لين فيه، قال أحمد: ثقة ثقة، رجل صالح يختم القرآن كل ليلة، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
انظر: الكاشف للذهبي ٢/ ٢٦٥.
(٢) هو: جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي نزيل الري وقاضيها، ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه، مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب ١/ ١٢٧.
(٣) هو: أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري مولى زيد بن عطاء الواسطي، يقال: إنه من سبي جرجان، قال ابن مهدي: كتاب أبي عوانة أثبت من حفظ هشيم، وقال أبو زرعة: ثقة إذا حدث من كتابه، مات سنة سبعين ومائة.
انظر: تاريخ جرجان للسهمي ص ٥٥٧ - ٥٥٨، تهذيب الكمال للمزي الورقة ٧٣١ مخطوط.
(٤) انظر: الكفاية ص ٢١٩، تهذيب التهذيب ٧/ ٢٠٥، شرح شرح النخبة ص ١٦٢.

<<  <   >  >>