للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يهمنا هو أننا لا نجد قائلا بجواز الاحتجاج بما ضعف سنده في إثبات القراءة.

قال السفاقسي في حكم القراءة الشاذة: اعلم أن الذي استقرت عليه المذاهب وآراء العلماء أنه إن قرأ بالشواذ غير معتقد أنه قرآن، ولا موهم أحدا ذلك، بل لما فيها من الأحكام الشرعية عند من يحتج بها، أو الأدبية، فلا كلام في جواز قراءتها، وعلى هذا يحمل كل من قرأ بها من المتقدمين، وكذلك أيضا يجوز تدوينها في الكتب، والتكلم على ما فيها، وإن قرأها باعتقاد قرآنيتها أو بإيهام قرآنيتها حرم ذلك، ونقل ابن عبد البر في تمهيده إجماع المسلمين على ذلك (١).

ومع هذا كله، نجد القراءات الضعيفة والشاذة تملأ كتب التفسير والحديث، وإليك بعض الأمثلة على ذلك.

١ - روى ابن جرير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قرأ: {ومن عنده علم الكتاب} (٢). عند الله علم الكتاب (٣).

قال أبو جعفر: وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري (٤).

٢ - روى ابن جرير أيضا عن الحسن، قال: رأيت عثمان بن عفان على


(١) غيث النفع ص ١٨ - ١٩.
(٢) الآية ٤٣ من سورة الرعد.
(٣) انظر: تفسير الطبري ١٦/ ٥٠٦، تفسير ابن كثير ٤/ ١٠٥، الدر المنثور للسيوطي ٤/ ٦٩، مجمع الزوائد ٧/ ١٥٥.
(٤) تفسير الطبري ١٦/ ٥٠٦.

<<  <   >  >>