للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التفسير (١).

فإذا كان الأمر كذلك، فهل نفسر القرآن الكريم بكل ما سمعنا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سواء كان صحيحا أو ضعيفا، أو نقتصر على ما صح من ذلك؟

الأخير هو ما أوصانا به علماؤنا الأجلاء، قال الزركشي: يجب الحذر من الضعيف في التفسير، والموضوع، فإنه كثير، وإن سواد الأوراق سواد في القلب، قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاث ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير (٢).

قال المحققون من أصحابه: ومراده أن الغالب أنها ليس لها أسانيد صحاح متصلة، وإلا فقد صح من ذلك كثير (٣).

وحمله على الغالب هو الصحيح، لأن كتب السنة والتفسير كالصحيحين والموطأ وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد بن حنبل وتفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم فيها الكثير من المروي في التفسير بسند صحيح.

وقال ابن علان: تفسير كلام الله تعالى لا يكون إلا بحديث صحيح أو حسن (٤).


= الأربعين النووية، وغيرها، توفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة.
انظر: الدرر الكامنة لابن حجر ٤/ ١٧ - ١٨، شذرات الذهب ٦/ ٣٣٥.
(١) البرهان في علوم القرآن ٢/ ١٥٦.
(٢) انظر: مقدمة الكامل لابن عدي ص ١٩١.
(٣) البرهان في علوم القرآن ٢/ ١٥٦.
(٤) الفتوحات الربانية شرح الأذكار النووية ١/ ٨٦.

<<  <   >  >>