للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُلْحَق بهؤلاءِ القائلون بجوازِ العملِ بالقولِ الضعيفِ - بشروط معينةٍ - دونَ الإِفتاءِ به، فلا يجوز.

وممَّنْ ذَهبَ إِلى التفريقِ بين العملِ بالضعيفِ، والإِفتاءِ به: محمد المسناوي المالكي (١)، وعبد الله العلوي (٢)، ومحمد الجكني (٣)، وأبو عبد الله الفاسي (٤)، ومحمد الأمين الشنقيطي (٥).

ونَسَبَه محمد الدسوقي إِلى المالكيةِ المغاربةِ (٦).

ودليلهم: ليس للمتمذهب أنْ يفتي غيرَه بالقولِ الضعيفِ؛ لأنَّ المتمذهبَ لا يمكنه تحقق الضرورة مِنْ غيرِه، لذا لا يفتي بغيرِ المشهورِ مِن المذهبِ؛ سدًّا للذريعةِ (٧).

والذي يظهرُ لي أنَّه يسوغُ الإِفتاءُ بالقولِ الضعيفِ في المذهبِ في بعضِ الأحواِل، وذلك بالضوابط الآتيةِ (٨):


(١) انظر: نشر البنود (٢/ ٢٧٦)، ومراقي السعود إِلى مراقي السعود (ص / ٤١٠). ومحمد المسناوي هو: محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر البكري الدلائي الفاسي، أبو عبد الله المعروف بالمسناوي، ولد سنة ١٠٧٢ هـ أحد أعلام المالكية المغربيين المبرزين في المعقول والمنقول، كان آيةً في تحصيل العلوم، دؤوبًا على التحصيل، عالي الهمة، منفردًا برئاسة العلم في وقته ومصره، سارت فتاويه في المغرب كالمثل السائر، من شيوخه: والده، وعم أبيه محمد المرابط، وصفه الشَّيخ محمد الكتاني بأنه: شيخ الإِسلام، وعالم الأعلام، خاتمة المحققين، وقدوة الموفقين"، نُسب إِليه أنَّه ادعى رتبة الاجتهاد، وقد تولى التدريس بالمدرسة العنانية زمانًا، من مؤلفاته: رسالة في نصرة القبض، وصرف الهمة إِلى تحقيق معنى الذمة، والقول الكاشف عن أحكام الاستنابة في الوظائف، توفي بفاس سنة ١١٣٦ هـ. انظر ترجمته في: سلوة الأنفاس للكتاني (٣/ ٥٩)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ٣٣٣)، والفكر السامي لمحمد الحجوي (٤/ ٢٨٥)، والأعلام للزركلي (٦/ ١٣).
(٢) انظر: در البنود (٢/ ٢٧٦).
(٣) انظر: مراقي السعود إِلى مراقي السعود (ص/ ٤١٠).
(٤) انظر: رفع العتاب والملام (ص/ ٦٣).
(٥) انظر: نثر الورود (٢/ ٥٩٢ - ٥٩٣).
(٦) انظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (١/ ٢٠).
(٧) انظر: نشر البنود (٢/ ٢٧٦)، ومراقي السعود إِلى مراقي السعود (ص / ٤١٠)، ورفع العتاب والملام للفاسي (ص/ ٦٤، ٧٢)، ونثر الورود للشنقيطي (٢/ ٥٩٣).
(٨) أفدت من الشروط الَّتي ذكرها العلوي في: نشر البنود (٢/ ٢٧٦) للعمل بالقول الضعيف، وقد =

<<  <  ج: ص:  >  >>