للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاجتهادِ المطلقِ المنتسبِ؛ تمسكًا ببعضِ عباراتِ العلماءِ التي نصتْ على إغلاقِ بابِ الاجتهادِ المستقل.

لقد أسهم بعضُ المتمذهبين في القولِ بإغلاقِ بابِ الاجتهادِ في الشريعةِ؛ وكان السببُ في هذه الدعوى:

- إمَّا حفظًا للدِّين مِنْ أنْ يتكلمَ أو يفتي فيه مَنْ لا يوثق به، أو مَنْ لا يُحسنُ الكلام فيه، فيدّعي الاجتهادَ مَنْ ليس مِنْ أهلِه (١).

يقولُ الشيخُ مصطفى الزرقا: "كان هذا الإقفالُ تدبيرًا وقائيًا حين لَحَظَ فقهاءُ المذاهب الأربعة ... ضعفَ الوازعِ الديني لدى بعضِ العلماءِ أو المتعالمين، وَانفصالَ العلم عن تقوى الله تعالى، وصيرورةَ العلم أداةً لكسبِ المنافعِ الدنيويةِ ... وفُقِدت الأمانةُ لدى بعضِ العلماءِ - ممَّا عُبِّرَ عنه بـ: فسادِ الزمانِ - فخشي فقهاءُ المذاهبِ أنْ تشوّه أحكام الشريعةِ وفقهها بما يصدرُ عن أمثالِ هؤلاءِ؛ تحتَ ستارِ الاجتهادِ، فأفتوا بعدمِ جوازِ الاجتهادِ مِنْ أحدٍ بعد القرنِ الرابعِ الهجري، وهذا ما سُمّي بإقفالِ بابِ الاجتهادِ" (٢).


(١) انظر: مقدمة ابن خَلدون (٣/ ١٠٥٠)، وبلوغ السول لمحمد مخلوف (ص/ ١٤)، وأصول الفقه الإسلامي للدكتور وهبة الزحيلي (٢/ ١٠٧٣)، والاجتهاد والتقليد للدكتور محمد الدسوقي (ص/ ٥٦)، والاجتهاد الجماعي للدكتور عبد المجيد السوسوه (ص/ ٥٥)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور شوقي الساهي (ص/ ١٢١)، والمدخل للفقه الإسلامي للدكتور عبد الله الدرعان (ص/ ١٩٤)، وآثار اختلاف الفقهاء لأحمد الأنصاري (ص/ ١٢٥)، والمدخل لدراسة الشريعة للدكتور عبد الكريم زيدان (ص/ ١٢٤)، والاجتهاد في الفقه الإسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ ٣٢١)، ومدخل لدراسة الفقه لمحمد محجوبي (ص/ ٢٤٩)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور عبد الودود السريتي (ص/ ١٢٢)، وسد باب الاجتهاد لعبد الكريم الخطيب (ص/ ١٣٧)، والتشريع الإسلامي للدكتور عبد الفتاح كبارة (ص/ ١٩٥)، وتاريخ الفقه الإسلامي للدكتور ناصر الطريفي (ص/ ١٥٠)، والمدخل للفقه الإسلامي للدكتور حسن الشاذلي (ص/ ٣٢٠)، وبلوغ الأماني للدكتور الحسن العلمي (ص/ ١٦٩)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور حسين حسان (ص / ١١٣ - ١١٤).
(٢) الفقه الإسلامي ومدارسه (ص/ ١٠٢ - ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>