للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتصلُ باشتراطِ معرفةِ أصولِ الفقهِ مسألةٌ، وهي: هل القولُ بحجيةِ القياسِ مِنْ شروطِ الاجتهادِ؟ فأقول:

اختلفَ العلماءُ في هذه المسألةِ على أقوالٍ، أهمّها:

القول الأول: ليس القولُ بحجيةِ القياسِ مِنْ شروطِ الاجتهادِ.

نَسَبَ أبو منصورٍ البغدادي (١) هذا القولَ إلى الجمهورِ (٢). ونسبه بدرُ الدِّين الزركشي إلى الشافعية (٣).

واختاره جمعٌ مِن العلماءِ، منهم: القاضي عبدُ الوهاب المالكي (٤)، وشمسُ الدين بنُ القيم (٥)، وجلالُ الدّينِ السيوطي (٦).

القول الثاني: أنَّ القولَ بحجيةِ القياسِ مِنْ شروطِ الاجتهادِ، فلا يُعَدُّ منكرو القياسِ مِنْ المجتهدين.

ذَهَبَ إلى هذا القولِ جمعٌ مِن العلماءِ، منهم: القاضي أبو بكرٍ الباقلاني (٧)، وإمامُ الحرمين الجويني (٨)، وأحمدُ الكوراني (٩).


(١) هو: عبد القاهر بن طاهر بن محمد، أبو منصور البغدادي، كان علامةً متفننًا إمامًا بارعًا من أئمة المذهب الشافعي، فقيهًا أصوليًا متكلمًا، ماهرًا في فنون كثيرة، كالنحو والأدب والشعر، درَّس تسعة عشر نوعًا من العلوم، وقد استفاد الناس منه، من مؤلفاته: الفرق بين الفرق، والتحصيل في أصول الفقه، والتفسير، وفضائح المعتزلة، توفي بمدينة إسفراين سنة ٤٢٩ هـ وقد شاخ. انظر ترجمته في: إنباه الرواة للقفطي (٢/ ١٨٥)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٢٠٣)، وسير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٧٢)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٥/ ١٣٦)، وطبقات الشافعية للإسنوي (١/ ١٩٤)، والبداية والنهاية (١٥/ ٦٧٢)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ١٨٧)، وبغية الوعاة للسيوطي (٢/ ١٠٥).
(٢) انظر: البحر المحيط (٤/ ٤٧٣).
(٣) انظر: تشنيف المسامع (٤/ ٥٦٦).
(٤) انظر: نشر البنود (٢/ ٨٣).
(٥) انظر: إعلام الموقعين (٥/ ١٠٣)، و (٥/ ١١١).
(٦) انظر: شرح الكوكب الساطع (٤/ ١١٧).
(٧) انظر: البرهان (٢/ ٥١٥).
(٨) انظر: المصدر السابق.
(٩) انظر: الدرر اللوامع (ص/ ٥٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>