للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثالث: كيف يصلُ إلى المعتمدِ في مذهبِ الشافعيةِ؟

المبحث الرابع: سُلّمٌ تعليمي للمذهبِ الشافعي.

وقد أورد المؤلِّفُ تحتَ بعضِ المباحثِ السابقةِ فروعًا، وتحتَ بعضِ المطالبِ مسائل.

ويُعدُّ الكتابُ أول مؤلِّفٍ يحملُ اسمَ التمذهبِ، ومن أهمِّ الملحوظاتِ عليه، ما يأتي:

الأولى: مع أنَّ الكتابَ يحملُ اسمَ التمذهبِ، إلا أنَّ المؤلِّفَ لم يتكلمْ عن تعريفِ التمذهبِ في اللغةِ، والاصطلاحِ.

الثانية: كان منهجُ المؤلّفِ في كتابتِه معتمدًا اعتمادًا شبهَ تامٍّ على النقول، فمثلًا: أورد تحت مسألةِ: (شروط المجتهد المستقلِّ) نقولًا عدة، فمثلًا يقول: "شروطُ الاجتهاد عند الإمام الشافعي" (١)، ويذكر تحته نقلًا عن الخطيب البغدادي (٢)، ثم يورد بعده عنوانًا جانبيًا: "شروط الاجتهاد عند الإمام أحمد" (٣)، وينقل عن شمسِ الدّينِ بنِ القيّمِ، وهكذا في غالب صفحاتِ الكتاب، وحين تحدث عن الشروط التي وضعها الأصوليونَ اكتفى بالنقلِ المجَرّدِ، فنَقَلَ عن بدرِ الدّينِ الزركشي نقلًا طويلًا في ثماني صفحات، دونَ أيّ تعليقٍ (٤).


(١) التمذهب (ص/ ٣٨).
(٢) هو: أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي، أبو بكر، المشهور بالخطيب البغدادي، ولد سنة ٣٩٢ هـ كان حافظًا علامةً ناقدًا محدثًا متقنًا، وله عناية بالتاريخ، ومعرفة كبيرة بعلم الحديث والرجال، حتى قال عنه أبو إسحاق الشيرازي: "يُشَبّه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه"، وهو من أكابر علماء الشافعية، من مؤلفاته: الكفاية في علم الرواية، والفصل للوصل المدرج في النقل، وشرف أصحاب الحديث، والرحلة في طلب الحديث، وتاريخ مدينة السلام، توفي سنة ٤٦٢ هـ. انظر ترجمته في: تبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص/ ٢٦٨)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (١/ ٩٢)، وسير أعلام النبلاء (١٨/ ٢٧٠)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (٣/ ١١٣٥)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٤/ ٢٩)، وطبقات الشافعية للإسنوي (١/ ٢٠١)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (ص/ ١٦٤).
(٣) التمذهب (ص/ ٣٨).
(٤) انظر: المصدر السابق (ص ٤١/ - ٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>