للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلِأ (١).

ذَهَبَ بعضُ علماءِ الحنابلة إلى أنَّ قولَ الإمامِ أحمدَ وجوبُ الزكاةِ في الأشنانِ والكلِأ، وطريقُ ثبوتِ القولِ هو القياسُ على إيجابِ الإمامِ أحمدَ الزكاةَ في العسلِ (٢).

المثال الثالث: إبطالُ إلاعتكافِ بلمسِ المرأةِ.

سُئِلَ ابنُ القاسمِ (٣) عن المعتكفِ إذا قبّلَ أو لمسَ، أيفسِدُ ذلك اعتكافَه؟ فقال: نعم، بلغني عن مالكِ في القُبِلة أنَّه قالَ: "ينتقضُ اعتكافُه"، واللمسُ عندي مثلُ القُبْلةِ (٤).

* تحرير محل النزاع:

أولًا: إنْ كانَ الفرعُ الذي سكتَ عنه إمامُ المذهبِ في معنى ما نصَّ عليه، فحكمُه مثلُ حكمِ ما نصَّ عليه، نحو: أنْ ينصَّ على أنَّ الشفعةَ (٥)


= وانظر: تهذيب اللغة، مادة: (أشن)، (١١/ ٤١٦)، والمصباح المنير للفيومي، مادة: (أشن)، (ص/ ٤٢)، والمطلع على أبواب المقنع للبعلي (ص/ ٣٥)، والقاموس المحيط، مادة: (أشن)، (ص/ ١٥١٧)، والدر النقي لابن المبرد (١/ ٢٦٩)، وتاج العروس، مادة: (حرض)، (١٨/ ٢٨٧)، ومادة: (أشن)، (٣٤/ ١٨٠).
(١) الكلأ: العُشْبُ رطبه ويابسه. انظر: القاموس المحيط، مادة: (كلأ)، (ص/ ٦٤).
(٢) انظر: الإنصاف (٣/ ٩٩).
(٣) هو: عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العُتَقي مولاهم المصري، أبو عبد الله، ولد سنة ١٣٢ هـ أحد أصحاب الإمام مالك والملازمين له، صحبه عشرين سنة، وكان عالم الديار المصرية ومفتيها، فقيهًا عابدًا زاهدًا ورعًا، قال عنه الإمامُ مالك: "مثله كمثل جراب مملوءٍ مسكًا"، وقد روى عن الإمام مالك المدونة، توفي بمصر سنة ١٩١ هـ. انظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ١٤١)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (٣/ ٢٤٤)، وفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ١٢٩)، وتهذيب الكمال للمزي (١٧/ ٣٤٤)، وسير أعلام النبلاء (٩/ ١٢٠)، والديباج المذهب لابن فرحون (١/ ٤٦٥)، والمقفى الكبير للمقريزي (٤/ ٤٨)، وحسن المحاضرة للسيوطي (١/ ٢٧٩).
(٤) انظر: المدونة (١/ ٢٢٧).
(٥) الشفعة هي: استحقاق الشريك انتزاع حصة شريكه المنتقلة عنه، من يد من انتقلت إليه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>