للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطوفي (١).

القول الثاني: يجوزُ للمجتهدِ أنْ يُقلِّدَ مجتهدًا آخر مطلقًا، سواء مع ضيقِ الوقتِ أو سعتِه، وسواءٌ أكان أعلمَ منه أم لا.

نَسَبَ أبو عبدِ الله الصيمريُّ هذا القول إلى الإمامِ أبي حنيفةَ، ومحمد بن الحسن (٢)، ونَسَبَه أبو الوليدِ الباجي إلى بعضِ أصحاب الإمامِ أبي حنيفةَ (٣). ونَسَبَه الباجي (٤) أيضًا، وأبو إسحاقَ الشيرازي (٥)، وأبو حامدٍ الغزالي (٦)، والفخرُ الرازي (٧)، والآمديُّ (٨)، وتاجُ الدينِ بنِ السبكي (٩) إلى الإمامِ أحمدَ بن حنبل، وإسحاقَ بنِ راهويه، وسفيانَ الثوري.

واختاره المزنُّي (١٠) مِن الشافعيةِ (١١).

وقد تعقَّبَ جمعٌ مِنْ محققي الحنابلةِ نسبةَ القولِ بالجوازِ مطلقًا إلى


(١) انظر: شرح مختصر الروضة (٣/ ٦٢٩).
(٢) انظر: مسائل الخلاف في أصول الفقه (ص/٣٧٨). وتبع الصيمريَّ في نسبة القول بعضُ الحنفية. انظر: تيسير التحرير (٤/ ٢٢٨)، وفواتح الرحموت (٢/ ٣٩٣).
(٣) انظر: إحكام الفصول (ص/ ٧٢١).
(٤) انظر: المصدر السابق.
(٥) انظر: التبصرة (ص/ ٤٠٣)، وشرح اللمع (٢/ ١٠١٣).
(٦) انظر: المستصفى (٢/ ٤٥٨).
(٧) انظر: المحصول في علم أصول الفقه (٦/ ٨٣).
(٨) انظر: الإحكام في أصول الأحكام (٤/ ٢٠٤).
(٩) انظر: الإبهاج في شرح المنهاج (٧/ ٢٩٥٣).
(١٠) هو: إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو، أبو إبراهيم المزني المصري، ولد سنة ١٧٥ هـ كان أحد أئمة مذهب الإمام الشافعي، وناصر مذهبه، فقيهًا أصوليًا زاهدًا ورعًا متقللًا من الدنيا حافظًا صدوقًا، جبلًا في العلم، مناظرًا محجاجًا، قال الإمامُ الشافعي في وصفه: "لو ناظر الشيطان لغلبه"، وكان قليل الرواية، لكنه رأس في الفقه، من مؤلفاته: الجامع الكبير، والجامع الصغير، والمختصر، والمنثور، والترغيب في العلم، توفي بمصر سنة ٢٦٤ هـ. انظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ٩٧)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (١/ ١٩٦)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٤٩٢)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٢/ ٩٣)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله (ص/ ٢٠)، وشذرات الذهب لابن العماد (٢/ ١٤٨).
(١١) انظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (٣/ ٤٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>