للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فظنَّ أنَّه مذهبُ مالكٍ؛ لكونِ أشهبَ مِنْ أصحابِه" (١).

الصورة الثالثة: نسبةُ قولٍ إلى أحدِ أتباعِ إمامِ المذهبِ لم يقلْه، وحقيقتُه أنَّه قول إمامِ المذهبِ (٢).

الصورة الرابعة: أنْ يقولَ إمامُ المذهب قولًا، فيزاد عليه، أو يجعل كلامه عامًا أو مطلقًا، وليس الأمر كذلك (٣)، أو يضاف إلى كلامه قيدٌ لم يذكرْه، ثم ينسب جميعه إليه (٤).

الصورة الخامسة: عدمُ التفريقِ بين قولِ إمامِ المذهبِ المنصوصِ عنه، وقولِه المخرَّجِ.

لا شكَّ في أنَّ القولَ المخرَّجَ أقلُّ درجةً مِن القولِ المنصوصِ في الجملةِ، ولذا فإنَّ نسبةَ القولِ المخرَّج بإطلاقٍ، دونَ إشارةٍ إلى كونِه مخرَّجًا، يُوقعُ في اللبسِ، أهو منصوصُ، أم مخرَّج؟ وكم مِنْ قولٍ نُسبَ إلى إمامِ المذهبِ بإطلاق، وكان مخرَّجًا (٥).

يقولُ شاه ولي الله الدَهْلوي: "منها - أيْ: مِن المسائل التي يُنبَّه عليها -: أنِّي وجدتُ بعضَهم يزعمُ أنَّ جميعَ ما يوجدُ في هذه الشروحِ الطويلةِ، وكتب الفتاوى الضخمةِ هو قول أبي حنيفةَ وصاحبيه، ولا يفرِّق بين القولِ المخَرَّجِ، وبين ما هو قولٌ في الحقيقةِ، ولا يحصِّل معنى قولِهم: على تخريجِ الكرخي كذا، وعلى تخريجِ الطحاوي (٦) كذا، ولا يميِّز بين


(١) شرح التلقين (٣/ ٩٦٥).
(٢) انظر: المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (١/ ١٢٢).
(٣) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (٢٠/ ١٨٥).
(٤) انظر: المصدر السابق (٢٤/ ١٠٤)، والمدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد (١/ ١٢٢).
(٥) انظر: شرح عقود رسم المفتي لابن عابدين (ص/ ٨٤).
(٦) هو: أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المضري، أبو جعفر الطحاوي، ولد سنة بطحا بصعيد مصر ٢٣٩ هـ وقيل: سنة ٢٣٨ هـ كان أحد الأئمة الكبار، ومحدث الديار المصرية، وفقيهها، إمامًا ثقةً ثبتًا دينًا، عالمًا بالخلاف، جليل القدر، كان أول أمره على المذهب الشافعي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>