للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الأول: أنَّه القولُ الذي قويَ دليلُه.

ذَكَرَ هذا القولَ محمد الدسوقيُّ (١)، وأحمد الصاوي (٢). واختاره: أبو عبد الله الفاسي (٣).

القول الثاني: أنَّه ما كَثُر قائلُه.

ذَكَرَ هذا القولَ أبو عبدِ الله الفاسي (٤).

ورجَّحَ جمعٌ مِنْ علماءِ المالكيةِ القولَ الأولَ؛ وذلك للأسبابِ الآتيةِ:

أولًا: أنَّ الدسوقيَّ والصاوي وهما مالكيان اقتصرا على ذكرِ المعنى الأولِ فحسب، ولم يذكرا المعنى الثاني.


(١) انظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير (١/ ٢٠).
(٢) انظر: بلغة السالك (١/ ٢٢). والصاوي هو: أحمد بن محمد بن محمد الخلوتي، الشهير بالصاوي، ولد سنة ١١٧٥ هـ تلقى الفقه عن الدردير، ومحمد الدسوقي، وأصبح أحد فقهاء المالكية المبرزين، والمفسرين لكتاب الله، كان شيخ الطريقة الخلوتية الصوفية، من مؤلفاته: حاشية على تفسير الجلالين، وحاشية على أنوار التنزيل للبيضاوي، وبلغة السالك لأقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك، توفي بالمدينة، وقيل: توفي بمصر سنة ١٢٤١ هـ. انظر ترجمته في: شجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ٣٦٤)، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني (١/ ٦٥٦)، والأعلام للزركلي (١/ ٢٤٦)، ومعجم المؤلفين لكحالة (١/ ٢٦٩)، والموسوعة الميسرة في ترجم أئمة التفسير (١/ ٣٨٧).
(٣) انظر: رفع العتاب والملام (ص/ ١٩). وأبو عبد الله الفاسي هو: مَحمد بن قاسم بن محمد بن عبد الحفيظ بن هاشم القادري الحسني الفاسي، من نسل الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولد سنة ١٢٩٥ هـ كان فقيهًا مالكيًا أصوليًا علامةً ماركًا في عدد من الفنون، من أعيان علماء فاس، أقبل إليه التلاميذ، درَّس لهم الفقه والأصول والحديث والكلام والنحو، وكان كثير التنزل معهم، لا يستنكف من مراجعتهم له، وبحثهم معه، قال عنه محمد الحجوي: "الإمام النحرير النقاد، والعلم الذي تتضاءل له الأطواد، الفقيه الأصولي المعقولي المشارك في العلوم، وقد تسنم منها الذرى الذي تقصر عنه الفهوم"، من مؤلفاته: رفع العتاب والملام عمن قال العمل بالضعيف اختيارًا حرام، وتأليف في إيمان المقلد، وحاشية على شرح الشيخ الطيب بن كيران على توحيد المرشد المعين، وحاشية على شرح الشيخ جسوس على الشمائل، توفي فاجأة بفاس سنة ١٣٣١ هـ. انظر ترجمته في: فهرس الفهارس والأثبات للكتاني (٢/ ٩٣٥)، والفكر السامي للحجوي (٤/ ٣١٧)، والأعلام للزركلي (٧/ ٩)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ٥٩٧).
(٤) انظر: رفع العتاب والملام (ص/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>