للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثال الثاني: يقولُ الحطّابُ: "هل الإعادةُ - أي: إعادة الصلاة فيما لو صلَّى وعليه نجاسةٌ - في الوقتِ واجبةٌ، أو مستحبةٌ؟ فيه خلاف، والراجحُ أنَّها على وجهِ الاستحبابِ، فلو لم يُعِدْ حتى خَرَجَ الوقتُ، فلا إعادة" (١).

المثال الثالث: يقولُ الدرديرُ: "كُرِه ... تشبيكُ أصابع في الصلاةِ فقط، وفَرْقَعَتُها فيها، لا في غيرِها، ولو في المسجدِ، على الأرجحِ" (٢).

المثال الرابع: يقولُ الحطّابُ: "أمَّا الوطءُ: فيحرمُ في الفيافي والصحاري مِنْ غيرِ ساترٍ، ويجوزُ في المنزلِ إذا كان ساترٌ، ويختلفُ فيه في السطوحِ مِنْ غيرِ ساترٍ، وفي الفيافي بساترٍ، والجوازُ أرجحُ" (٣).

أمثلة الراجح عند بقية المذاهب:

أولًا: المذهب الحنفي:

المثال الأول: يقولُ محمد بن علي الحصكفي (٤) لما تحدثَ عن الماءِ المستعملِ: "ليس بطهورٍ لحدثٍ، بلْ لخَبَثٍ على الراجحِ المعتمدِ" (٥).

المثال الثاني: يقولُ ابنُ نجيم: "الراجحُ في المذهبِ وجوبُ صلاةِ الجماعةِ" (٦).

ثانيًا: المذهب الشافعي:

يقولُ محيي الدين النوويُّ: "قال بعضُهم - أيْ: بعضُ الخراسانيين -:


(١) مواهب الجليل (١/ ١٤٠).
(٢) الشرح الكبير (١/ ٢٥٢، ٢٥٤).
(٣) مواهب الجليل (١/ ٢٨١).
(٤) هو: محمد بن علي بن محمد بن علي الدمشقي، علاء الدين الحصكفي، ولد بدمشق سنة ١٢٠٥ هـ من فقهاء المذهب الحنفي، كان فقيهًا أصوليًا مفسرًا محدثًا نحويًا، كثير الحفظ، فصيح العبارة، جيد التقرير والتحرير، فاضلًا عالي الهمة، تولى التدريس، ومنصب إفتاء الحنفية بدمشق، من مؤلفاته: الدر المختار في شرح تنوير الأبصار، والدر المنتقى شرح ملتقى الأبحر، وإفاضة الأنوار في شرح المنار، وتعليق على صحيح البخاري، وتعليق على تفسير البيضاوي، توفي بدمشق سنة ١٠٨٨ هـ. انظر ترجمته في: خلاصة الأثر للمحبي (٤/ ٦٣)، والأعلام للزركلي (٦/ ٢٩٤)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ٥٤٣).
(٥) الدر المحتار (١/ ٦٦٨) مع رد المحتار.
(٦) البحر الرائق (٢/ ٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>