للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذِّمة ... ! " (١).

الأمر الثالث: تشربتْ كثيرٌ مِن النفوسِ القول بإغلاقِ باب الاجتهادِ، وازْدَادَت الحيلولةُ عنه؛ بدليل: ندرة مَنْ دعا إليه مِنْ أربابِ المذَاهب (٢).

الأمر الرابع: الانغلاقُ والانحباسُ في المذهب، بحيثُ لا يكادُ يَعْرِفُ بعضُ المتمذهبين غيرَ مذهبِهم؛ لأنَّهم يرون أنَّ الَحقَّ منحصرٌ فيه (٣)، وتَبعَ ذلك إعراضُ كثيرٍ مِنهم عن النظرِ في الأدلةِ.

وقد جعل الشيخُ عبدُ الحي اللكنوي (ت: ١٣٠٤ هـ) هذا الأمرَ عامًّا عند أربابِ المذاهبِ من الحنفيةِ والشافعيةِ والمالكيةِ والحنبليةِ (٤).

يقول الشيخُ محمدٌ الخضري عن الحالةِ العلميةِ في القرونِ المتأخرةِ: "لا نسمعُ باسم عالمٍ كبيرٍ، أو فقيهٍ عظيمٍ، أو مؤلِّفٍ مجيدٍ، بلْ نَجِدُ قومًا غَلبتْ عليهم القناعةُ في الفقهِ، فقلَّما نَجِدُ مَنْ يشتغلُ بغيرِ مذهبِه، وإذا اشتغلَ بمذهبِه اقتصرَ على تلك الكتب التي اشتدَّ بها الاختصار، حتى كأنَّها ما ألفتْ لتُفْهَم! " (٥).

الأمر الخامس: شيوعُ تصنيفِ المختصراتِ الفقهية، وكُتُبِ الفتاوى، وانقطاعُ الصلةِ بكتبِ المتقدمين (٦)، وقد سبقت الإشارةُ إلى هذا الأمرِ.


(١) ما لا يجوز الخلاف فيه (ص/ ١٣٥)، بواسطة: المدخل إلى الشريعة والفقه للدكتور عمر الأشقر (ص/ ٣١٦).
وانظر: المقلِّدون والأئمة الأربعة لسعيد معشاشة (ص/ ٨٢)، والمذاهب الإسلامية والتعصب لمحمد تاجا (ص / ١٦٥ - ١٦٦).
(٢) انظر: تاريخ الفقه الإسلامي للدكتور أحمد الحصري (ص/ ٢٢٧)، وتاريخ الفقه الإسلامي لبدران أبو العينين (ص/ ١٠٤)، وبلوغ الأماني للدكتور الحسن العلمي (ص/ ١٧٦)، و (ص/ ١٧٩)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور حسين حسان (ص/ ١١٥).
(٣) انظر: إمام الكلام للكنوي (ص/ ٣٦ - ٣٧).
(٤) انظر: المصدر السابق (ص/ ٣٧).
(٥) تاريخ التشريع الإسلامي (ص/ ٣٦٦).
(٦) انظر: المصدر السابق (ص/ ٣٦٧)، وتاريخ التشريع للدكتور عبد الفتاح الشيخ (ص/ ٢٣٦)، وتاريخ الفقه الإسلامي لمحمد السايس (ص/ ١٨٥)، والمدخل في التعريف بالفقه للدكتور عبد المجيد مطلوب (ص/ ١٢٦)، والمدخل لدراسة الفقه الإسلامي للدكتور رمضان الشرنباصي (ص/ ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>