للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهؤلاءِ متفاوتون في موقفِهم مِن المذاهبِ أو مِن التمذهبِ، فبعضُهم حاربَ التقليدَ المذهبي مِن القادرِ على الاستدلالِ، ومنهم مَن حاربَ التمذهبَ على سبيلِ العمومِ.

ويدلُّ على وجودِ ظاهرةِ منافرةِ التقليدِ للمذاهبِ: ما قاله الشيخُ عبدُ الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت: ١٢٤٢ هـ): "بعضُ إخوانِنا في هذا الزمانِ، إذا خالفه بعضُ إخوانِه في مسألةٍ يسوغُ فيها الاجتهادُ، نَسَبَه إلى التقليدِ، أو ذَكَرَ له كلامَ بعضِ الفقهاء، تغيَّر وجهُه، وقال: هؤلاءِ المقلِّدة وأهل الرأي المتمذهبة" (١).

الأمر السابع: ظهورُ عددٍ مِن الدعواتِ في العالم الإسلامي، ينادي كثيرٌ منها بالعودةِ إلى الكتاب والسنةِ (٢)، ومِنْ أهمّها: دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت: ١٢٠٦ هـ)، وَأتباعُ هذه الدعوةِ متمذهبون بالمذهبِ الحنبلي، دونَ تعصبٍ له، فمتى لاح الدليلُ لقولٍ أخذوا به، مع تأثرهم باختياراتِ تقي الدين بن تيمية، وتلميذه ابنِ القيم (٣).

الأمر الثامن: صدورُ (مجلة الأحكام العدلية)، ذات الصفة القانونية (٤).


= كان عالمًا صالحًا ومحدثًا سنيًا، قرأ مختصراتٍ كثيرة في علوم الآلة، وله عناية تامة بالعمل بما في الأمهات الحديثية، مع اطراحه للتقليد، وكان من نوادر الرجال في الجود والكرم، ورقة الشعور، ودماثة الخلق، من مؤلفاته: الطريقة المثلى في ترك التقليد واتباع ما هو أولى، والنهج المقبول من شرائع الرسول، توفي بمدينة لكنهو سنة ١٣٣٦ هـ. انظر ترجمته في: التاج المكلل للقنوجي (ص/ ٥٢٩)، وأبجد العلوم له (ص/ ٧٣٠)، ونزهة الخواطر لعبد الحي الحسني (٨/ ١٣٩٥).
(١) نقل كلامَ الشيخ عبد الله بن محمد ابنُ قاسم في: الدرر السنية (٤/ ٣٩٠). وانظر: الاجتهاد في الفقه الإسلامي لعبد السلام السليماني (ص/ ٣٢٤ - ٣٢٥).
(٢) انظر: ومضات فكر لمحمد الفاضل بن عاشور (ص/ ١٥٢)، وتاريخ الفقه الإسلامي لإلياس دردور (٢/ ١٣٣٢).
(٣) انظر: التمذهب دراسة تأصيلية واقعية للدكتور عبد الرحمن الجبرين، مجلة البحوث الإسلامية، العدد: ٨٦ (ص/ ١٦٤ - ١٦٥).
(٤) انظر: المدخل الفقهي العام لمصطفى الزرقا (١/ ٢٢٥)، وومضات فكر لمحمد الفاضل =

<<  <  ج: ص:  >  >>