للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدلُّ على ما سَبَقَ: أنَّا لو أخذنا بعمومِ الاستدلالِ لمنعنا تقليدَ العامي الصِرْفِ للمجتهدِ، وجماهيرُ العلماءِ على القولِ بجوازِه (١)، بلْ حَكَى بعضُهم الإِجماعَ عليه (٢).

والمتمذهبُ اتَّبعَ عالمًا يظنه أنَّه مصيبٌ في حكمِه، ولم يتَّبعه محادَّة لله تعالى ولرسولِه - صلى الله عليه وسلم - (٣).

الدليل الثاني: إِجماعُ المحققين على منعِ غيرِ المجتهدين مِنْ أخذِ أقوالِ الصحابةِ - رضي الله عنهم -، حكاه إِمامُ الحرمين الجويني، فقالَ: "أَجَمَعَ المحققونَ على أنَّ العوامَّ ليس لهم أنْ يتعلقوا بمذاهب أعيانِ الصحابةِ - رضي الله عنهم -، بلْ عليهم أن يتبعوا مذاهبَ الأئمةِ الذين سبروا (٤) وَنظروا، وبوّبوا الأبوابَ، وذكروا أوضاعَ المسائلِ، وتعرضوا للكلامِ على مذاهبِ الأولين" (٥).


(١) انظر مسألة: (تقليد العامي للمجتهد) في: شرح العمد (٢/ ٣٠٣)، والمعتمد (٢/ ٩٣٤)، والعدة (٤/ ١٢٢٥)، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (٢/ ٩٨٩)، وإِحكام الفصول (ص/ ٧٢٩)، وشرح اللمع (٢/ ١٠١٠)، وقواطع الأدلة (٥/ ٩٩)، والتمهيد في أصول الفقه لأبي الخطاب (٤/ ٣٩٦)، والمحصول في أصول الفقه لابن العربي (ص / ١٥٤)، وميزان الأصول (٢/ ٩٥٠)، والمحصول في علم أصول الفقه للرازي (٦/ ٧٣)، وروضة الناظر (٣/ ١٠١٨)، والإِحكام في أصول الأحكام للآمدي (٤/ ٢٢٨)، ومنتهى الوصول لابن الحاجب (ص/ ٢٢٥)، ومختصره (٢/ ١٢٥٢)، وشرح تنقيح الفصول (ص/ ٤٤٤)، وتقريب الوصول لابن جزي (ص/ ٤٤٥)، وأصول الفقه لابن مفلح (٤/ ١٥٣٩)، والإِبهاج في شرح المنهاج (٧/ ٢٩٤٧)، ورفع الحاجب (٤/ ٥٩٢)، ونهاية السول (٤/ ٥٨٦)، والبحر المحيط (٦/ ٢٨٥)، وتشنيف المسامع (٤/ ٦٠٣)، وتيسير التحرير (٤/ ٢٤٦)، وفواتح الرحموت (٢/ ٤٠٢)، وأضواء البيان (٧/ ٥١٩).
(٢) انظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (٢/ ٩٨٩)، وقواطع الأدلة (٥/ ١٦٢)، وروضة الناظر (٣/ ١٠١٨)، والإِحكام في أصول الأحكام للآمدى (٤/ ٢٢٩)، وشرح مختصر الروضة (٣/ ٦٥٢)، والبحر المحيط (٦/ ٢٨٣)، وأضواء البيان (٧/ ٥١٩).
(٣) انظر: حجة الله البالغة للدهلوي (١/ ٤٧٧).
(٤) يقول أمير بادشاه في: تيسير التحرير (٤/ ٢٥٥) عن المقصود بكلمة: "سبروا" الواردة في كلام إِمام الحرمين: "السبر عند الأصوليين: حصرُ الأوصاف الصالحة للعليّة في عدد، ثم إِبطال بعضها ... فإِنْ أراد هذا، كان إِشارةً إِلى كمالهم في باب القياس، والأظهر أنْ يراد ما هو أعم من ذلك من التعمق والتحقيق".
(٥) البرهان (٢/ ٧٤٤). وانظر: غياث الأمم (ص/ ٤١٠ - ٤١١)، والمنخول (ص/ ٤٩٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>