للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفروعِ المرويّةِ عنهم (١)، واستخلاصُ الضوابطِ الفقهيةِ العامةِ التي تتكوّن مِنْ علل الأقيسةِ التي استخرجها الأئمةُ (٢).

ثانيهما: استنباطُ الأحكامِ التي لم يَنُصَّ عليها الأئمةُ السابقون بالبناءِ على تلك القواعد، حتى لا يحيدوا عن المذهبِ (٣).

وأهلُ هذه الطبقة هم المجتهدون في المذهبِ (٤).

وخَتَمَ الشيخُ محمد أبو زهرة حديثَه عن الطبقةِ قائلًا: "هي التي حررت الفقهَ المذهبيَّ، ووضعتْ الأسُسَ لنموِّ المذاهب، والتخريج عليها، وهي التي وضعتْ أسسَ الترجيحِ والموازنةِ بين الآراء؛ لتصحيحِ بعضِها وتضعيف الآخر، وهي التي ميّزت الكيانَ الفقهيَّ لكلِّ مذهبِ" (٥).

الطبقة الرابعة: المجتهدون المرجِّحون بين الرواياتِ والأقوالِ المختلفةِ (٦).

يرجِّح أهلُ هذه الطبقةِ بين الرواياتِ المرويَّةِ عن إمامِهم والأقوالِ المختلفةِ بوسائل الترجيحِ التي ضَبَطَها لهم أصحابُ الطبقةِ الثانية، ويُبَيّنُون أقوى الرواياتِ، ويميزون أصحَّ الأقوالِ، أو أقربها إلى السنةِ أو إلى القياسِ الصحيحِ أو أرفقها بالناسِ (٧)، ونحو ذلك ممَّا لا يُعَدُّ استنباطًا


(١) انظر: أبو حنيفة - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ ٣٨٦).
(٢) انظر: المصدر السابق، وأصول الفقه لمحمد أبو زهرة (ص/ ٣٩٥)، وتاريخ المذاهب الإسلامية له (ص/ ٣٣٥).
(٣) انظر: المصادر السابقة.
(٤) انظر: أصول الفقه لمحمد أبو زهرة (ص/ ٣٩٥)، وتاريخ المذاهب الإسلامية له (ص/ ٣٣٥)، وأبو حنيفة - حياته وعصره له (ص/ ٣٨٦ - ٣٨٧).
(٥) تاريخ المذاهب الإسلامية (ص/ ٣٣٠).
(٦) انظر: المصدر السابق (ص/ ٣٣٥)، وأصول الفقه لمحمد أبو زهرة (ص/ ٣٩٧)، وأبو حنيفة - حياته وعصره (ص/ ٣٨٧).
(٧) انظر: المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>