للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقولُ حسامُ الدين السغناقي (١): "الفرقُ بين الزّلةِ، والمعصيةِ: أنَّ الزَّلةَ اسمٌ لفعلٍ حرامٍ غيرِ مقصود في عينِه، والمعصيةَ: اسمٌ لفعلٍ حرامٍ مقصودٍ بعينِه" (٢).

وعرَّفَ الشيخُ محمد الباني زلةَ العالم بأنَّها: الأقوالُ الشاذّةُ (٣).

ويقولُ أبو إِسحاقَ الشاطبيُّ: "إِنَّها - أيْ: زلة العالم - موضوعةٌ على المخالفةِ للشرعِ؛ ولذلك عُدَّتْ زلّةً .. كما أنَّه لا ينبغي أنْ يُنسبَ صاحبُها إِلى التقصيرِ ... " (٤).

ويقولُ - أيضًا - في معنى الزّلةِ: "وزَلَلُ العالمِ ... يحتملُ وجهين:

أحدهما: زلَلُه في النّظرِ، حتى يُفتي بما خَالفَ الكتابَ والسنةَ، فيُتَابَع عليه، وذلك الفُتْيَا بالقولِ.

والثاني: زلَلُه في العملِ بالمخالفاتِ، فيُتَابَع - أيضًا - عليها على التأويلِ، وهو في الاعتبارِ قائمٌ مقامَ الفُتْيَا بالقولِ" (٥).

ويقولُ أيضًا: "لهذا تُسْتَعْظمُ شرعًا زلةُ العالمِ، وتصير صغيرتُه كبيرةً ...


(١) هو: الحسين - وقيل: الحسن - بن علي بن حجاج بن علي، حسام الدين السغناقي، نشأ محبًا للعلم والعلماء، فتفقه على حافظ الدين محمد بن محمد البخاري، ورحل إِلى بغداد، وأخذ عن علمائها، وتوجه إِلى دمشق، واجتمع بعلمائها، كان علامةً فقهيًا حنفيًا متقدمًا، أصوليًا ماهرًا جدليًا، نحويًا، ماتريدي المعتقد، من مؤلفاته: الكافي شرح أصول البزدوي، وشرح التمهيد لقواعد التوحيد، وشرح مختصر الطحاوي، والمنتخب في شرح مختصر الإِخسكيثي، اختلف العلماء في سنة وفاته، فقيل: توفي سنة ٧١٠ هـ وقيل: سنة ٧١١ هـ وقيل: سنة ٧١٤ هـ. انظر ترجمته في: الجواهر المضية للقرشي (٢/ ١١٤)، والدرر الكامنة لابن حجر (٢/ ٦٠)، وتاج التراجم لقطلوبغا (ص/ ١٦٠)، والطبقات السنية للغزي (٣/ ١٥٠)، وبغية الوعاة للسيوطي (١/ ٥٣٧)، والفوائد البهية للكنوي (ص/ ٨٠)، والأعلام للزركلي (٢/ ٢٤٧).
(٢) الوافي في أصول الفقه (٣/ ١٢٤٨ - ١٢٤٩).
(٣) عمدة التحقيق (ص/ ١٢٠).
(٤) الموافقات (٥/ ١٣٦).
(٥) الاعتصام (٢/ ٤٨١). وانظر: الموافقات (٥/ ١٣٦ وما بعدها).

<<  <  ج: ص:  >  >>