للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل هل أحيا الله لنبيه الأنبياء في ليلة الإسراء أم نشر أرواحهم في مثل صورهم]

١٠٧ - فذكر أبو إسحق في تعاليقه على "كتاب التفسير" في قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} الآية [الزخرف: ٤٥] قال سعيد بن جبير: أحيا الله له الأنبياء حتى سألهم، وعلى هذا كلام موسى وغيره (١).

١٠٨ - وذكر أبو بكر عبد العزيز في "كتاب التفسير" في هذه الآية قولين: أحدهما: سل أهل الكتاب: أَمَا كانت الرسل تأتيهم بالتوحيد، أما كانت تأتي بالإخلاص، حكاه عن قتاده (٢).

والثاني: قول سعيد بن جبير قال: لقي الرسل ليلة أسري به، ثم قال: كما قال سعيد بن جبير، وهو أحسن التأويلين إذ كان قد لقيهم، وظاهر كلام أبي بكر وأبي إسحق الأخذ بقول سعيد.


(١) لم أجد هذا الأثر.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٥/ ٤٦) عنه، وإسناده حسن.
واختار ابن جرير هذا القول فقال: وأولى القولين بالصواب في تأويل ذلك قول من قال: عني به سل مؤمني أهل الكتابين، فإن قال قائل: وكيف يجوز أن يقال: سل الرسل فيكون معناه سل المؤمنين بهم وكتابهم؟ قيل: جاز ذلك من أجل أن المؤمنين بهم وبكتابهم أهل بلاغ عنهم ما أتوهم به عن ربهم، فالخبر عنهم وعما جاءوا به من ربهم إذا صح بمعنى خبرهم، والمسألة عما جاؤوا به بمعنى مسألتهم، إذا كان المسئول من أهل العلم بهم والصدق عليهم، وذلك نظير أمر الله جل ثناؤه إيانا بردِّ ما تنازعنا فيه إلى الله وإلى الرسول "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" ومعلوم أن معنى ذلك فردّوه إلى كتاب الله وسنة رسوله، لأن الرد إلى ذلك ردٌّ إلى الله ورسوله، وكذلك قوله {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} إنما معناه: فاسأل كتب الذين أرسلنا من قبلك من الرسل، فإن تعلم صحة ذلك من قبلها، فاستغنى بذكر الرسل عن ذكر الكتب إذا كان معلومًا ما معناه اهـ.

<<  <   >  >>