للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثاني] في إطلاق القول بأنه خَلَقَ آدم على صورته وأن الهاء راجعة على الرحمن

٦٨ - وقد روى أبو (١) عبد الله بن منده (٢) بإسناده: عن إسحاق بن راهويه قال قد صح عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "إن آدم خلق على صورة الرحمن" وإنما علينا أن ننطق به.

والوجه فيه أنه ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأننا نطلق تسمية الصورة عليه لا كالصور، كما أطلقنا تسمية ذاتٍ ونفس لا كالذوات والنفوس.

يبين صحة هذا أن الصورة ليست في حقيقة اللغة عبارة عن التخاطيط، وإنما هي عبارة عن حقيقة الشيء، ولهذا يقول: عرفني صورة هذا الأمر (٣).

ويطلق القول في صورة آدم على صورته سبحانه، لا على طريق التشبيه في


(١) في الأصل: عبد الله وهو خطأ.
(٢) هو الإمام الحافظ الجوال محدث الإسلام أبو عبد الله بن المحدث إسحاق بن الحافظ محمد بن يحيى بن منده. سمع من أبيه وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى بن منده وجم كبير، وحدث عنه أبو الشيخ والحاكم وأبو نعيم وغيرهم كثير. قال الذهبي: ولم أعلم أحدًا كان أوسع رحلة منه، ولا أكثر حديثًا منه، مع الحفظ والثقة. من كتابه "الإيمان"، "والتوحيد"، "والصفات"، و"معرفة الصحابة" (أخبار أصبهان (٢/ ٣٠٦) السير (١٧/ ٢٨ - ٤٣)).
وقول إسحاق بن راهويه رواه عنه حرب الكرماني في كتاب "السنة" كما في الفتح (٥/ ١٨٣).
(٣) قال ابن الأثير في "غريب الحديث" (٣/ ٥٨ - ٥٩): الصورة ترِدُ في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: الفعل كذا وكذا: أي هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته.

<<  <   >  >>