كتاب إبطال التأويلات - ط غراس

الفصل الثاني قوله "لا يزال الله مقبلا على عبده ما لم يلتفت، فإذا التفت أعرض عنه" - [حديث آخر] - ص: 434

[حَديثٌ آخَر]

٣٦٦ - ناه أبو القسم بإسناده: عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَو كانَ القُرآنُ في إهَابٍ، مَا مَسَّتْه النَّارُ" (١).

٣٦٧ - وفي حديثٍ آخر: عن عبيد الله بن موهب (٢) عن عصمة بن مالك الخطمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو جُمِعَ القُرآنُ في إهَابٍ ما أَحْرَقَتْه النَّار" (٣).

اعلم أنَّه قد قيل في ذلك وجوه:

أحدها: أن من حَفِظَ القرآن وقاه الله عذابَ النَّار، واحتجَّ في ذلك بحديثِ أبي أُمَامَةَ: "إن الله سبحانه لا يُعَذِّبُ قَلْبًا وَعَى للقرآن" (٤).

---

(١) إسناده صحيح، رواه أحمد (٤/ ١٥١، ١٥٥) والدارمي (٢/ ٤٣٠) والفريابي في "فضائل القرآن" (١، ٢) وأبو يعلى (١٧٤٥) والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٦٥) والبيهقي في "الأسماء" (ص ٢٦٤): عن ابن لهيعة عن مِشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعًا به.
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٥٨): فيه ابن لهيعة وفيه خلاف.
قلت: ابن لهيعة كان قد ساء حفظه، لكن قد روي عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء وروايته عنه صحيحة، وذلك عند الدارمي والفريابي وأبي يعلى والبيهقي، وكذا قتيبة بن سعيد - عند أحمد - فإن روايته عنه قد صحَّحها أحمد كما في "شرح العلل" لابن رجب (ص ١٣٨). ويشهد للحديث ما بعده.
(٢) في الأصل: وهب، والتصويب من مصادر الحديث.
(٣) إسناده ضعيف، أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٦٩ - ١٧٠) وابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٠٤١) عن الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي مرفوعًا به.
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٥٨): فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف.
قال ابن عدي بعد أن ذكر جملة من أحاديثه: وعامتها مما لا يتابع عليه إما إسنادًا وإما متنًا.
وقال فيه أبو حاتم: أحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل.
وقال الأزدي: منكر الحديث جدًّا (لسان الميزان (٤/ ٤٤٩)).
وللحديث شاهد بسند ضعيف جدًّا:
أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ١٧٢/ ٥٠٩١) من حديث سهل بن سعد بنحوه.
ووفيه: عبد الوهاب بن الضحاك، متروك.
(٤) لم أقف عليه!