للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حَديثٌ آخَر]

٤٠٢ - ناه أبو القسم بإسناده: عن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن سَرَّهُ أنْ يمد الله في عُمْرِهِ، ويُوسِّع عليه في رِزْقه، وَيدْفَعَ عنه مِيتَةَ السُّوء فَليتَّقِ الله وَليصِلْ رَحِمه" (١).

إنْ سأل سَائلٌ عن هذا الخبر فقال: كيف تجمع بينه وبين قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس: ٤٩]. وقال


(١) إسناده حسن، أخرجه عبد الله بن أحمد (١/ ١٤٣) في زوائده على المسند، والخرائطي في "مكارم الأخلاق ومعاليها" (ص ٤٤) والحاكم (٤/ ١٦٠) من طريقين عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي - رضي الله عنه - مرفوعًا به، ولم يذكر الخرائطي "ويدفع عنه ميتة السوء".
ورجاله ثقات سوى عاصم بن ضمرة وهو السلولي، فإنه لا بأس به.
وله طريق آخر عن عاصم:
أخرجه البزار (٢/ ١٨٧٩) زوائد عن ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم عن علي مرفوعًا بلفظ: "مَنْ أحبَّ النَّسَاءَ له في أجله، والزيادةَ في رزقه، فَلْيَصلْ رَحِمَ".
قال البزار: قد روى هذا مرفوعًا من وجوه وأعلى من روى ذلك علي، وقد روي عن علي من طريق آخر، وأحسب ابن جريج سمع هذا من حبيب، ولا رواه غيره.
قلت: وقد قال البزار (كما في التهذيب في ترجمة عاصم): هو صالح الحديث، وأما حبيب بن أبي ثابت فروى عنه مناكير، وأحسب أن حبيبًا لم يسمع منه.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٥٢): رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأسوط ورجال البزار ورجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة وهو ثقة.
تنبيه: وقع في المسند: عن يعمر، وصوابه: معمر، كما هو عند الخرائطي والحاكم وقد أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه في تعليقه على المسند (١٢١٢) معتمدًا على نسخة أخرى.
ووقع عند الحاكم: عن عاصم رضي الله عنه! وورد في التلخيص على الصواب.
ويشهد للحديث: حديث أنس رضي الله عنه، أخرجه البخاري في البيوع (٤/ ٣٠١).
وفي الأدب (١٠/ ٤١٥) ومسلم في البر والصلة (٤/ ١٩٨٢) عنه مرفوعًا بلفظ: "من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسأ له في أثره فليصل رحمه".
وحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أخرجه البخاري في الأدب (١٠/ ٤١٥) بنحو حديث أنس.

<<  <   >  >>