للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: لا يُفضي إلى ذلك، كما أنَّ قوله "ترون ربكم كما ترون القمر" حملناه على ظاهره، وإنْ كُنَّا نعلم أنَّ رؤية القمر في جهةٍ ومحدودة، والله تعالى لا في جهة ولا محدود، وكذلك قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} تُطلق هذه الصفة وإن كان العرشُ في جهة، ولم يوجب ذلك وصفه تعالى بالجهة، كذلك ها هنا (١).

[حَدِيثُ آخر]

١٧٧ - حدثناه أبو القاسم قال: نا القاضي عمر بن سنبك نا أحمد بن القسم بن نصر بن زياد نا أبو سالم العلا بن مسلمة الرواسي (٢) نا أبو حفص العبدي عن إبان عن أنس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحَجَر في الأرض يمينُ الله جلَّ اسمه، فمن مَسَحَ يَده على الحجر، فقد بايع الله عزَّ وجلَّ أن لا يعصيه" (٣).


(١) نفي الجهة عن الله سبحانه من الألفاظ المحدثة التي تحتمل الحق والباطل، لأن كثيرًا من نفاة الصفات يريدون بها نفي العلو عن الله سبحانه؟! وهذا باطل لمخالفته للأدلة الصريحة التي تثبت علو ربنا تبارك وتعالى.
قال ابن القيم رحمه الله: وكذلك قولهم: ننزهه عن الجهة، إن أردتم أنه مُنزهٌ عن جهة وجودية تحيط به وتحويه وتحصره، إحاطة الظرف بالمظروف فنعم، هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى، ولكن لا يلزم من كونه فوق عرشه هذا المعنى.
وإن أردتم بالجهة أمرًا يوجب مباينة الخالق للمخلوق، وعلوّه على خلقه، واستواءه على عرشه، فنفيكم لهذا المعنى باطل، وتسميته جهة اصطلاح منكم توسلتم به إلى نفي ما دلَّ عليه العقل والنقل والفطرة، وسمّيتم ما فوق "العالم" جهةً وقلتم منزهٌ عن الجهات؟! وسمّيتم العرش حيزًا، وقلتم ليس بمتحيِّز؟ وسميتم الصفات أعراض وقلتم الرب منزهٌ عن قيام الأعراض به … الخ كلامه رحمه الله (مختصر الصواعق ١/ ١٨٠).
(٢) في الأصل: ابن مسلم الرواس، والتصويب من التهذيب (٨/ ١٩٢) وغيره.
(٣) حديث موضوع، أبان هو ابن أبي عياش متروك، وأبو حفص العبدي هو عمر بن حفص قال الذهبي في الضعفاء (٢/ ٧٨٠): واه.
والعلاء بن مسلمة، قال الأزدي: كان رجل سوء لا يبالي ما روى، وقال ابن حبان: يروي =

<<  <   >  >>