للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حديث آخر]

٤٧٠ - رواه أبو بكر أحمد بن سلمان النَّجَاد في "سننه" فقال: حدثني محمد بن جعفر قال نا أبو بكر المروزي قال قال أبو عبد الله عن الحسن بن موسى الأشيب قال حماد عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: "إنَّ الله قد مَلأَ العَرْشَ مع إنَّ له أَطيط (١) كأَطيطِ الرَّحْل" (٢).

اعلم أن غيرُ ممنوعٍ حمل هذا الخبر على ظاهره، وأنَّ ذاتَه تملأُ العرش، إذ ليس في حمله على ظاهره ما يُحيل صفاته، لأنَّنا لا نُثبتُ ذلك على وجه الحدِّ والإحاطة والمساحة وشغل مكان (٣)، بل نُطلق هذه الصِّفة كما أطلقوا الإستواء على العرش، وتأولوه على العُلُوِّ ولم يُوجبْ ذلك كونه عاليًا عليه بحدٍّ أو جهة أو مساحة! كذلَك قوله "قد مَلأَ العَرْش" على هذا الوجه، وكذلَك قالوا بجواز رُؤْيته ولم يوُجِبْ كونه في جهةٍ كذلَك ها هنا.

وقد روى ابن فُورك في هذا الحديث زيادة "سمع له أطيط كأطيط الرَّحل الجديد" مائلًا هكذا، وَوَضَعَ أحدهما على الأُخرى، قال: ووضع حماد ساقه على ركبته اليسرى (٤).

وهذه الزيادة إنْ كانت ثابتة في الحديث، فغير ممتنع حملها على ظاهرها، لأنَّا لا نُثبت ذلَك على وجه الجارِحَة والأعضاء، بل نُطلق ذلَك صِفَةً، كما أَثْبتنا اليد كما قال تعالى {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥].


(١) كذا في الأصل، مع أن حكمها النصب.
(٢) مرسل ضعيف، عطاء بن السائب كان قد اختلط، وممن روى عنه بعد الاختلاط حماد وهو ابن سلمة.
(٣) كذا في الأصل.
(٤) مشكل الحديث لابن فورك (ص ١٥٢).

<<  <   >  >>