للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله المحمود على السَّرَّاء والضَّرَّاء، المتفرد بالعزِّ والعظمة والكبرياء، العالم قبل وجود المعلومات، والباقي بعد فناء الموجودات، المبتدئ بالنِّعم قبل استحقاقها، المتكفل للبرية بأرزاقها، أحمده حمدًا يرضيه، وأستعينه على حبس خواطر النفس عن هواها، ومنع بواردها من السطوة على مرادها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فصلى الله عليه وعلى أصحابه وعلى أزواجه وسلم (١).

أما بعد: فإنني وقفت على حاجتكم إلى شرح كتاب نذكر فيه ما اشتهر من الأحاديث المروية عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الصفات، وصح سنده من غير طعن فيه ما يوهم ظواهرها التشبيه، وأذكر الإسناد في بعضها واعتمد على المتن فيما اشتهر منها طلبًا للاختصار. وسئلتم أن أتأمل مصنف محمد بن الحسن ابن فورك (٢) الذي سماه كتاب "تأويل الأخبار" جمع فيه هذه الأخبار


(١) كتب في هامش الأصل: "كلمة (وسلم) ساقطة من الأصل وسيستمر. . . إسقاطها إلى آخر الكتاب، وربما ترك الصلاة على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه كان لا يري بذلك بأسًا".
قلت: وقد التزمت أن أصلي على النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلما ذكر اسمه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة كاملة.
(٢) هو محمد بن الحسن بن فُورَك أبو بكر الأصبهاني، شيخ المتكلمين قال الذهبي: كان أشعريًّا، رأسا في فن الكلام، أخذ عن أبي الحسن الباهلي صاحب الأشعري.
قال ابن خلكان: أبو بكر الأصولي والأديب النحوي الواعظ، درس بالعراق مدة ثم توجه إلى الري، فسمعت به المبتدعة -يعني الكرامية- فراسله أهل نيسابور فورد عليهم وبنوا له مدرسة ودارًا، وظهرت بركته على المتفقهة، وبلغت مصنفاته قريبًا من مئة مصنف، ودُعي إلى مدينة "غَزْنَة" وجرت له بها مناظرات، وكان شديد الرد على ابن كرام ثم عاد إلى نيسابور فَسمَّ في الطريق فمات بقرب بُست، ونقل إلى نيسابور.=

<<  <   >  >>