للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لذلك اسمًا هو أخصُّ به من الاستلقاء، وهو ترك الخلق وقطع استدامته.

وجواب آخر: وهو أنه لا يصح حمله على قطع الاستدامة لأنه مستديم لخلقه، ومستديم أيضًا إيقاع خلق في السماوات والأرض بقوله {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: ٤١] فأخبر أنه فاعلٌ لإمساكها بعد الفراغ منها.

فإن قيل: قوله "استلقى" بمعنى ألقى مخلوقاته (١) عن الرجل يستلقي ويضع إحدى رجليه على الأخرى قال: ليس به بأس قد روي.

وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله مستلقيًا على فقاه واضعًا إحدى رجليه على الأخرى.

قيل: هذا غلط، لأن قول كعب تَضَمَّن شيئين:

أحدهما: إثبات الرَّجلين صفة.

والثاني: منع هذه الجلسة وكراهتها (٢)، قام الدليل على جواز هذه الجلسة لخلاف السلف وإجازتهم له، وبقي إثبات الرجلين على ظاهره لأنه لم ينقل عنهم خلافه ولا ردّه، فوجب الرجوع إليه لأنه لا يجوز في حقه إثبات صفة برأيه واجتهاده.

[[حديث آخر في هذا المعنى]]

ناه أبو محمد الحسن بن محمد قراءة عليه قال نا عبد الواحد بن علي بن الحسين الفامي أبو الطيب قال نا أبو القسم الحسن بن محمد بن عبد الله


(١) كذا في الأصل ويوجد نقص، وهو الرد على القول السابق، وأول الفقرة هنا وتقديرها: وسئل أحمد.
(٢) كذا في الأصل وفي الكلام نقص.

<<  <   >  >>