وأخرجه ابن منده في كتابه السابق (٧٧) عن صدقة بن سابق قال قرأت على محمد بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو وقال: سمعته يقول: خلق الله الملائكة ثم قال: ليكن منكم ألف ألفين، فيكونون، فإن في الملائكة لخلقًا هم أصغر من الذباب. وقال غيره وزاد فيه: وخلقهم من نور الذراعين والصدر. صدقة بن سابق كوفي، ذكره ابن أبي حاتم (٤/ ٤٣٤) ولم يحك فيه شيئًا. وأخرجه البيهقي في "الأسماء" (ص ٣٤٢ - ٣٤٣) عن يحيى بن أيوب أن ابن جريج حدثه عن رجل عن عروة بن الزبير أنه سأل عبد الله بن عمرو بن العاص: أي الخلق أعظم؟ قال الملائكة، قال: من ماذا خلقت؟ قال: من نور الذراعين والصدر، قال: فبسط ذراعين فقال: كونوا ألفي ألفين، فقال ابن أيوب فقلت لابن جريج: ما ألفا ألفين؟ قال: ما لا تحصى كثرته. قال البيهقي عقبه: هذا موقوف على عبد الله بن عمرو، راويه رجل غير مسمى، فهو منقطع، وقد بلغني أن ابن عيينة رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو. فإن صح ذلك، فعبد الله بن عمرو قد كان ينظر في كتب الأوائل، فما لا يرفعه إلى النبي عليه السَّلام يحتمل أن يكون مما رآه فيما وقع بيده من تلك الكتب. اهـ. والثابت في خلق الملائكة هو ما رواه الإمام أحمد (٦/ ١٦٨) ومسلم في صحيحه (٤/ ٢٢٩٤) عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارجٍ من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم".