للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِيث آخَر

٥٣٢ - ناه أبو القاسم قال: نا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الحافظ بجر جرايا قال نا الحسن بن عبيد الله العبدي قال نا عفان بن مسلم الصفَّار نا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا عبيدة عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله يَبْسُطُ يَدَه بالليل ليَتُوبَ مُسيُء النَّهار، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيل، حتى تَطْلُعَ الشَّمسُ مِنْ مَغْربها" (١).

اعلمْ أنَّه غيرُ ممتنع إضَافة "البَسْط" إليه كما لا يمتنع إضَافَةُ الخَلْقِ بيده إليه، ولا فرق بينهما.

وقد ورد القُرآنُ بذلك فقال تعالى إنْكَارًا على اليهود {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المايدة: ٦٤].

فإن قيل: اليد ها هنا عَبارة عَن الملكِ والنعمةِ والقُدرة، وهذا مُستعمل في كلام النَّاس: فيقولون: الأُمور كلُّها بيدِ الله، كما يقولون: أمور الخَلْقِ تجري بقدرة الله؟!

قيل له: فيجب أنْ تتأوَّلَ قوله {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] على القُدرة والمُلك فيكون معناه: خلقت بقدرتي! وقد اتفقنا وهذا القائل على أن المراد باليد هناك: يد صفة، كذلك هاهنا (٢).

* * *


(١) حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (٤/ ٣٩٥، ٤٠٤) ومسلم في التوبة (٤/ ٢١١٣) من حديث شعبة به.
(٢) قد سبق كلام المؤلف على إثبات صفة اليد لربنا جل جلاله، فراجعه هناك.

<<  <   >  >>