للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدِيث آخَر

٥٣١ - ناه أبو القاسم بإسناده: عن الشَّعْبي عن المغيرة بن شُعْبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ مُوسىَ بن عمران عليه السَّلام قال: يا رَبِّ من أَدْنى أَهْلَ الجنَّة مَنْزلَةً؟ قال: هو رَجُل يَأتي بعدمَا يَدْخلُ أَهل الجنَّةِ الجنةَ، فيقال له: ادْخُل، فيقولُ: يا ربِّ كيفَ أَدْخُل، وقد نَزَلَ الناس مَنَازِلَهم؟ فيقال له: ألا تَرْضى أنْ يكونَ لَكَ مثلَ ما لِملَكٍ من مُلُوك الدُّنيا؟ فيقول: نعم، فيقال: لَكَ مثلَ ذلكَ ومثلَه مَعَه، حتى عَدَّ خَمسَ مراتٍ، فيقول: رضيتُ أيْ ربِّ، فيقال: لَكَ ذلك وعَشْرة أمْثَالهِ، فيقول: رَضيتُ أيْ ربِّ. فيقال: لَكَ ما تَشْتَهي نَفْسُك، وتَلَذُّ عَينُكَ، قال: فما أَعلَاهُم يا رب؟ قال: سأُخبركَ وذلك أرَدت غَرَستُ كَرَامتهم بيدي، ونَفَخْتُ فيها من رُوحي، وخَتَمتُ عَليها، فَلَمْ تَرَ عَين، (ولم تسمع أُذُن)، ولم يَخْطُرْ على قَلْب أحد" (١).

اعلم أنه يحتمل أنْ يكون الخَتْمُ بيده، لأنَّه عطفٌ على ما تقدَّم وهو أنَّه غَرَسَ كَرَامتهم بيده، وذلك غير ممتنع، لأنَّا لا نَصِفُهُ بالآلات والجارحة والمعالجة بالمباشَرة، بل نُطلق ذلك كما أطلقنا خَلقه لآدم بيده، والخلق فعل، فَأَجَزْنا إطلاقه لا على وجه (٢) الجارحة والمباشرة، كذلك ها هنا (٣).

فعلى هذا يجوز إطلاقُ "الخَتْم" عليه كما جاز إطلاق الخلق عليه،


(١) حديث صحيح أخرجه مسلم في الإيمان (١/ ١٧٦) من حديث الشعبي به، بنحوه. والزيادة المثبتة في صحيح مسلم. وقوله: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} ليست في مسلم.
(٢) كتب بمحاذاته: بلغ مقابلة وتصحيحًا.
(٣) قوله: لأنا لا نصفه بالآلات والجارحة والمعالجة بالمباشرة، نفي لا دليل عليه من كتاب أو سنة أو قول سلفي! فلا داعي له، وسبق التنبيه عليه مرارًا.

<<  <   >  >>