قيل: هذا غلط، لأنَّه لا يُفيد شيئًا، لأنَّا قد علمنا أن الأنبياءَ والأولياء يدخلوا الجَّنة بغير هذا الخبر، ولم نَسْتَفِدْ وجود ذاتهِ في الجنة إلا بهذا الخبر، فكانَ حَمْلهُ على ذلك لا على وجه الجهة أَوْلى، لما في ذلك من الفائدة.
الفصل الثَّالث: قوله "رداءه الكبرياء على وجهه" فيه بيان أن من صفته ونعته "الكبرياء والعظمة" وقد تقدّم الكلام في قوله "الكبْرَياءُ رَدِائي والعَظَمَةُ إزارِي"(١) وأنَّ ذلك صِفة من صفاته المختصة به، وتقديره: أن مَنْ نازعني في ذلك بأنْ تكبَّر أو تَعَظَّم على النَّاس، أَدْخَلْتهُ النَّار.
وفيه بيان أن له أنْ يَمنَعَهم النَّظر إليه، لأن المتصِف بالكبْرِيَاءِ والعَظَمة، له أنْ يَتَفضَّل وأنْ لا يتفضل.