للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إثباتُ صفة الوجه لربِّنا سبحانه

٥٢٩ - ناه أبو القاسم قال نا الحسين بن محمد بن قطينا نا حمزة بن محمد بن العباس نا عباس الدوري نا عبيد الله بن موسى نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحْوصِ عن عبد الله قال: "النِّساءُ عَوْرة، فاحْبِسُوهُنَّ في البيوت، فإنَّ المرأة إذا خَرَجَتْ الطريق، قال لها أَهْلُها: أين تذهبين؟ قالت: أَعُوُد مريضًا أو أتَّبعُ جِنَازَةً، فلا يَزَالُ الشَّيطان حتى تُخْرِجَ ذِراعَيها، وما التَمَسَتْ امرأة وَجْهَ اللهِ تَعالى، مثْلَ أنْ تَقرَّ في بَيتِهَا وتَعْبُدَ الله" (١).

اعلم أن قوله "ما التَمسَت امرأة وَجْهَ الله" المراد به: ما التمست امرأة الله الذي له الوجه، فحذفت المضاف لأن الوجهَ صِفَة، والطَّاعات إنَّما تكونُ لمن له الصِّفات، ولا تكون للصِّفات (٢).


(١) أثر موقوف صحيح، وأخرجه بنحوه، ابن أبي شيبة في المصنف (٤/ ٤٢٠) عن أبي الأحوص به.
حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد الدهقان، قال الخطيب في تاريخه (٨/ ١٨٣): وكان ثقة.
الحسين بن محمد بن أحمد أبو عبد الله الدهقان المعروف بابن قطينا، قال الخطيب: وسألت عنه البرقاني فقال: ثقة، وكذلك قال لنا الأزهري كان شيخًا ثقة.
(٢) صفة الوجه لله تعالى، من الصفات الثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة، وهي من الصفات الخبرية، وإثباتها لله تعالى على ما يليق بصفاته، من غير تمثيل ولا تأويل، كبقية الصفات الإلهية قال الإمام أبو الحسن الأشعري: فمن سألنا فقال: أتقولون إن الله سبحانه وجهًا؟
قيل له: نقول ذلك، خلافًا لما قاله المبتدعون، وقد دلَّ على ذلك قوله عز وجل {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} [الرحمن: ٢٧] الإبانة (ص ٩٦/ ٩٧)
ويرد علي أهل التعطيل، والذين أوَّلوا الوجه بالثواب والذات بالآتي:
١ - إن هذا خلاف ظاهر النصوص من القرآن والسنة.
٢ - إن هذا تفسير لا دليل عليه ولا قرينة.
٣ - إن هذا خلاف طريقة السلف في نصوص الصفات.

<<  <   >  >>