عن عبَّاد بن منصور حدثنا القاسم بن محمد قال: سُمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه، فيُربِّيها لأحدِكم كما يُربي أحدُكم مُهرَه، حتى إنَّ اللقمةَ لتصيرُ مثلَ أُحُد" وتصديق ذلك في كتاب الله -عز وجل-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} و {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}. قال أبو عيسى: حديث حسن صحيح. وقد روي عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو هذا. قلت: وإسناده حسن، عباد بن منصور صدوق وكان يدلس، لكنه قد صرَّح هنا. وصححه المنذري في الترغيب (٢/ ٣). وحديث عائشة رواه ابن حبان في صحيحه (٨١٩ - زوائد) والطبراني، وقال الهيثمي (٣/ ١١١): رجاله رجال الصحيح. * وله طريق أخرى: رواها البزار (١/ ٩٣١ - زوائد) وقال الهيثمي (٣/ ١١٢): ورجاله ثقات. ويشد للحديث ما بعده. * فائدة: قال الترمذي عقب تخريجه لهذا الحديث: وقد قال غيرُ واحدٍ من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبُه هذا من الروايات، من الصِّفات، ونزول الربِّ تباركَ وتعالى كلٍّ ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تُثبت الروايات في هذا ويُؤْمَنُ بها ولا يُتَوهَّمُ، ولا يقال: كيف؟ هكذا رُوي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: امرُّوها بلا كيف، وهكذا قولُ أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهميةُ فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه. وقد ذكر الله -عز وجل- في غير موضع من كتابه: اليدَ والسَّمعَ والبصرَ، فتأوَّلت الجهمية هذه الآيات ففسرُّوها على غير ما فسَّرَ أهلُ العلم، وقالوا: إنَّ الله لم يخلُق آدمَ بيده، وقالوا: إن معنى اليد ههنا القُوة. =