وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يدٌ وسمعٌ وبَصَرٌ، ولا يقول كيفَ، ولا يقولُ مثل سمعٍ ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} اهـ كلامه -رحمه الله- تعالى. وهو كلام نفيس، جارٍ على قانون السلف رحمهم الله تعالى، من إمرار آيات الصفات وأحاديثها، وإثبات معانيها، وعدم التعرض لها بالتكييف أو التشبيه أو التأويل والتحريف. (١) حديث صحيح، أخرجه أحمد (٢/ ٣٣١) والبخاري تعليقًا (٣/ ٢٧٨) (١٣/ ٤١٥) عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة به ولفظه مقارب للفظ السابق. ورواه البخاري في الموضعين السابقين موصولًا، ومسلم في الزكاة (٢/ ٧٠٢) من طرقٍ عن أبي صالح عن أبي هريرة به. ورواه مسلم (٢/ ٧٠٢) والترمذي (٣/ ٦٦١) والنسائي (٥/ ٥٧ - ٥٨) وابن خزيمة في التوحيد (ص ٦١، ٦٣) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار به، ولفظه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما تصدَّق أحدٌ بصَدقةٍ من طيِّب، ولا يقبل الله إلا الطيِّبَ، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإنْ كانت تمرةً، فتربُوا في كَفِّ الرحمنِ، حتى تكون أعظم من الجبل، كما يُربِّي أحدكم فَلُوّه أو فَصيله". وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة انظر "التوحيد" لابن خزيمة (ص ٥٩ - ٦٣). معنى: فتربو، أي: تزيد، كما قال تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}، فلوه أو فصيله: الفلو المهر، سُمِّي بذلك لأنه فُلي عن أمه، أي: فصل وعزل، والفصيل ولد الناقة إذا فصل من إرضاع أمه. (٢) انظر ما سبق.