للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَديثٌ آخر

٤٨٤ - ناه أبو القاسم نا أبو الفتح بن أبي الفوارس نا أبو بكر الإصطخري إملاءً قال نا أبو إسماعيل الترمذي نا صفوان بن صالح قال نا الوليد بن مسلم قال نا الأَوزاعي قال سمعت حَسَّانَ بن عطية يقول: السَّاجد يَسْجُدُ على قَدِم الرَّحمن جَلَّ اسْمه (١).

اعلم أنَّا قد ذكرنا فيما تقدَّم أنَّه غير ممتنع وصْفه تعالى بالقَدَم في قوله "يَضَعُ قَدَمَه في النَّار" وقوله لداود "خُذْ بِقَدَمي" كما لم يَمتنع وصفه باليدين والرجلين (٢)، وغير ممتنع أيضًا إطلاقُ القول بالسجود على قدمه لا على وجه المُماسة، كما لم يمتنع إطلاق القول خلقَ آدمَ بيده لا على وجه المماسة.

فإنْ قيل: كيف لا يمتنع ذلك من قولكم، وقد قلتم إنَّه على العرش، وكَفرتُم مَنْ قال: إنه في الأرضِ، وهذا القول يُفضي إلى أن قدمه في الأرضْ يسجد المصلي عليها!

قيل: هذا غلط، لأن كونه سَاجدًا على قَدِمِ الرحمن، لا يمنع وصفه بالكون على العرش، كما لم يمنع من كونه على العرش من نزوله إلى السماء الدنيا، ووضع القَدَمِ في النَّار، لأنَّ أَحمد قد نَصَّ على أنَّه ينزل، ولا يخلوا العرش منه.


(١) أبو الفتح بن أبي الفوارس هو الحافظ الرحّال محمد بن أحمد بن محمد البغدادي ترجمته في السير (١٧/ ٢٢٣).
وصفوان بن صالح بن صفوان الثقفي مولاهم، أبو عبد الملك الدمشقي، والأثر مقطوع (التقريب).
(٢) سبق كلام المصنف وسياقه للأحاديث الواردة في إثبات صفة القدم لربنا جل شأنه، ورده على المعطلة والموؤلة انظر أول الكتاب.

<<  <   >  >>