٣٠٠ - قال أحمد رحمة الله عليه، في رواية أبي بكر المروذي: نحن نصف الله تعالى كما وصف نفسه، وبما وَصَفَه رسوله، ولا نتعدي القرآن والحديث، كما قال.
وظاهر كلام أحمد، ألا يُسمى الله سبحانه ويُوصف إلا بما سَمَّى به نفسه، أو سماه رسوله، أو اتفق المسلمون عليه، لأنّنا قد وجدنا أن السَّمع قد ورد بإطلاقِ أسماء وصفات، يُحيل العقل معانيها في اللغة، نحو تسميته "نور" بقوله {اللَّهُ نُورُ}[النور: ٣٥]، ووصفه نفسه بأنَّه: مُؤْذَى، بقوله {يُؤْذُونَ اللَّهَ}[الأحزاب: ٥٧]، وبأنه مُحَارَبٌ، بقوله {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المائدة: ٣٣]، وقول {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ}[البقرة: ٢٧٩]، وسَاخِر، بقوله {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}[التوبة: ٧٩]، وماكر {وَمَكَرَ اللَّهُ}[آل عمران: ٥٤](١).
(١) نبه العلماء إلى أنه لا يجوز أن يشتق له أسماء من الأفعال التي وردت في القرآن والسنة مقيدة كقوله {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ} {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} كما غلط فيه بعض المتأخرين، لأنَّ هذه الأفعال وردت في النصوص مقيدة فلا يصح اشتقاق أسماء منها على وجه الإطلاق. انظر النهج (١/ ٤٦ - ٤٧).