(٢) قوله "كما أثبتنا خلقه لآدم بيده لا على وجه المماسة والملاقاة" نفي لم يأت به النص، بل الصواب خلافه، فقد زعم بشر المريسي في تفسيره لقوله {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص: ٧٥، أن الله ولي خلقه، وقوله "بيدي" تأكيد للخلق لا أنه خلقه بيده. فردّه الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في كتابه "النقض" (ص ٢٥ - ٣٠) بقوله: فيقال لهذا المريسي الجاهل بالله وبآياته: فهل علمت شيئًا مما خلق الله ولي خلق ذلك غيره، حتى خصَّ آدم من بينهم أنه ولي خلقه من غير مسيس بيده فمسه؟ وإلا فمن ادعى أن الله لم يل خلق شيء صغر أو كبر، فقد كفر. غير أنه ولي خلق الأشياء بأمره، وقوله، وإرادته. وولي خلق آدم بيده مسيسًا. =