للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكرامته، وذلك خير للعبد وأنفع (١).

٤١٩ - وأخرج إليَّ أبو محمد الحسن بن محمد الخلال: عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤْمِنُ أَفْضَلُ مِنَ الملائكة الذين عند الله عز وجل" (٢).

[الفصل الرابع]

قوله: "دَنَوتُ منه ذِرَاعًا وبَاعًا وأتيته هَرْولة" فليس المراد به دُنُو الذَّات وقُربها في المسافة وإتيانها، وإنما المراد بذلك قُرب المنْزلة والحظِّ لديه، وكذلك قوله: "أَتَيتُه هَرْوَلة بالثواب" (٣) وأراد بذلك إسراع الثواب، ويحتمل أنْ يكون المراد بالهرولة والسرعة، التضعيف في الثواب والزيادة فيه، على معنى قوله: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠].

٤٢٠ - وقد روي هذا في حديث أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله عَزَّ وجَلَّ: مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشرُ أمثالها، ومَنْ عَمِلَ سَيئةً فجزاؤه مثلها، ومَنْ اقْتَرَبَ إليّ شَبْرًا اقْتَرَبْتُ إليه ذِرَاعًا" (٤).


(١) تكلم الناس في المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر، ويُنسب إلى أهل السنة تفضيل صالحي البشر أو الأنبياء فقط على الملائكة، وإلى المعتزلة تفضيل الملائكة.
وأتباع الأشعري على قولين: منهم من يُفضِّل الأنبياء والأولياء، ومنهم من يقف ولا يقطع في ذلك قولًا، وحُكي عن بعضهم ميلهم إلى تفضيل الملائكة، وحكي ذلك عن غيرهم من أهل السنة وبعض الصوفية.
وقالت الشيعة: إن جميع الأئمة أفضل من جميع الملائكة. اهـ. من كلام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية (٢/ ٤١٠) وقد أطال الكلام في هذه المسألة وذكر استدلال الفريقين من الكتاب والسنة.
ورجَّح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن حال المَلَك أفضل ابتداء، وأن حال الأنبياء والأولياء أفضل انتهاء. انظر تفصيل كلامه مجموع الفتاوى (٤/ ٣٥٠ - ٣٩٢).
وانظر البداية والنهاية للحافظ ابن كثير (١/ ٥٤).
(٢) لم أقف عليه.
(٣) كذا قال! ولم يتقدم لهذه الرواية ذكر فيما سبق.
(٤) تقدم ذكره برقم (٢) من هذا الفصل.

<<  <   >  >>