قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه وبكر بن خنيس قد تكلَّم فيه ابنُ المبارك وتركه في آخر أمره. قلت: والجمهور على تضعيف حديثه. وقال فيه ابن معين: صالح لا بأس به، إلا أنه يروي عن ضعفاء ويُكتب من حديثه الرقاق. وقال أبو حاتم: سألت ابن المديني عنه قال: للحديث رجال! يشير إلى أنه لم يكن من رجال الحديث الحافظين، فقد ذكروا أنه كان صاحب غزو. وفيه أيضًا: ليث بن أبي سليم مختلط لم يتميز حديثه فتُرك. * لكن له شاهد صحيح من حديث أبي ذر: أخرجه الحاكم (١/ ٥٥٥) وعنه البيهقي في الأسماء (ص ٢٣٦) عن سلمة بن شبيب حدثني أحمد بن حنبل ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطأة عن جبير من نفير عن أبي ذر الغفاري مرفوعًا بلفظ: "إنكم لا ترجعون إلى الله بشيء أفضل مما خَرَجَ منه، يعني القرآن". قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وهو كما قالا، فإن رجاله رجال مسلم سوى زيد بن أرطأة، وهو ثقة عابد. وتابع ابنَ مهدي عليه عبدُ الله بن صالح، لكن جعله: عن عقبة بن عامر بدلًا من أبي ذر. أخرجه الحاكم (١/ ٤٤١) وعنه البيهقي (ص ٢٣٦) وزاد في أوله: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} ثم ذكر الحديث. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال البيهقي: ويحتمل أن يكون جبير بن نفير رواه عنهما جميعًا. =