وهذا وجه صحيحٌ، لأنَّا وإنْ قُلنا إن القُرآن مكتوبٌ في الحقيقة، وأنَّ الكتابة هي المكتوب، فلسنا نقول إنَّه حَالٌّ في الجلد، ولا في الوَرَقِ ولا في اللوح، فاحتراق المحل لا يُوجب احتراقه، لأنَّه ليس بحال في محل كتابته.
* * *
= خطبته: "ألا إن ربي أمرني أنْ أُعلِّمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كلُّ مالٍ نَحَلْتُهُ عبدًا حلالٌ، وإني خَلَقتُ عبادي حُتفاءَ كلَّهم، وإنهم أَتَتهم الشياطينُ فاجْتَالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أَحللتُ لهم، وأَمرتهم أن يُشركوا بي ما لم أَنْزِل به سلطانًا، وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض فَمَقَتَهم عربَهم وعجمهم، إلا بَقَايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتُك لأبتليك وأبتلى بك، وأنزلتُ عليك كتابًا لا يغسلُهُ الماء، تقرؤُهُ نائمًا ويقظانَ … " الحديث.