للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إثبات الرجل والقدم لربنا جلّ شأنه]

[[حديث آخر]]

١٨٤ - ناه أبو القسم عبد العزيز من طرقٍ مختلفةٍ بألفاظٍ مختلفة.

أحدها: عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَزَالُ جَهَنَّم تقولُ: هل من مزيد؟ قال: فَيُدْلي رَبُّ العِزَّة جَلَّ اسمه فيها قَدَمَهُ، فَيَنْزوي بعضها على بعض، وتقول: قَط قَط بعزتك".

وفي لفظٍ آخر "فَيَضَعُ رَبُّ العِزَّة قَدَمه". وفي لفظ آخر "فيدلي رب العالمين جلَّ اسمه قدمه، قال: فينزوي بعضها إلى بعض" (١).

١٨٥ - وفي لفظٍ آخر رواه أبو هريرة: أخبرناه أبو القسم قال أنا أبو بكر بن مالك إجازة وقرأته على أبي عنه قال نا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال نا عبد الرزاق بن همام نا معمر نما همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَاجَّت الجنةُ والنارُ، فقالت النار: أُوثرتُ


(١) أخرجه البخاري (٨/ ٥٩٤) (١٢/ ٥٤٥) (١٣/ ٣٦٩) ومسلم (٤/ ٢١٨٧، ٢١٨٨) عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال جهنم يُلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع ربُّ العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قَطِ قطِ بعزّتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فَضْلٌ حتى يُنشيء الله لها خلقًا، فيُسكنهم فضل الجنة" لفظ مسلم. أما رواية "فيدلي رب العالمين قدمه"، فقد أخرجها مسلم (٤/ ٢١٨٨) والدارمي في "النقض على المريسي" (ص ٦٩) وابن خزيمة في التوحيد (ص ٨٨، ٩٧) وابن جرير (٢٦/ ١٠٦) من طريق أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن أنس مرفوعًا به.
وسندها صحيح، أبان بن يزيد ثقة له أفراد، قاله الحافظ فلعل هذه الرواية من أفراده، فإن عامة من روى الحديث قال: يضع. وقال الشيخ الهراس رحمه الله في تعليقه على هذه الرواية: لعل هذه رواية بالمعنى، فإن أغلب الروايات بلفظ "يضع" وهو -أي التدلي- معنى صحيح فإنه الالتقاء من علو إلى سفل، ولا شك أن النار في أسفل مكان، والله هو العلي الأعلى جل شأنه. اهـ

<<  <   >  >>