وفي الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ص ١٤٩) قوله: وروى أبو إسحاق الفزاري في كتابه عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشًا فيهم عبد الله بن رواحة وجابر، فلما صافوا المشركين أقبل رجل منهم يسب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام رجل من المسلمين فقال: أنا فلان بن فلان وأمي فلانة فسبني وسب أمي، وكُفِّ عن سب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يزده ذلك إلا إغراء، فأعاد مثل ذلك، وعاد الرجل مثل ذلك، فقال في الثالثة: لئن عُدت لأرحلنَّك بسيفي، فعاد فحمل عليه الرجل فولى مدبرًا، فاتبعه الرجل حتى خرق صف المشركين، فضربه بسيفه، وأحاط به المشركون فقتلوه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أعجبتم من رجل نصر الله ورسوله" ثم إن الرجل برئ من جراحته فأسلم، فكان يسمى "الرحيل". رواه الأموي في مغازيه من هذا الوجه. اهـ أبو إسحاق الفزاري هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الحافظ، وكتابه هو "السير في الأخبار" انظر تاريخ التراث لسزكين (١/ ٢/ ٩٦). والأموي هو سعد بن يحيى بن سعيد.