للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حَديثٌ آخر]

٣٢٢ - أَخْرَجَه أبو القسم عبد العزيز قال: علي بن إبراهيم الموصلي نا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله المقري نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أبو المغيرة الخولاني قال نا الأوزاعي نا قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: "إنَّ الله عزَّ وجلَّ إذا أراد أنْ يُخَوِّفَ عبَادَهُ أبْدى عنْ بعضِهِ إلى الأَرضِ، فعندَ ذلك تزَلْزَل، وإذا أَرادَ أنْ يُدمِّر على قومٍ تَجَلَّى لها" (١).

ورواه ابن فورك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنَّ الله تبارك وتعالى إذا أراد أنْ يُخوفَ أهلَ الأرض، أبْدى عن بعضه، وإذا أرادَ أنْ يُدمر عليهم تَجلى لها" (٢).

أما قوله: "أبدى عن بعضه" فهو على ظاهره، وأنَّه راجع إلى الذات إذ ليس في حمله على ظاهره ما يُحيلُ صفاته، ولا يُخرجها عما تستحق.

فإن قيل: بل في حمله في على ظاهره ما يحيل صفاته، لأنَّه يستحيل وَصْفه بالكُلِّ والبعض والجزء، فَوَجب حمله على إبداء بعض آياته وعلاماته تحذيرًا ونذيرًا.

قيل: لا يمتنع إطلاق هذه الصفة على وجه لا يفضي إلى التجزئة والتبعيض، كما أطلقنا تسمية يد ووجه، لا على وجه التجزئة والبعض، وإنْ كُنَّا نعلم أنَّ اليدَ في الشاهد بعض من الجملة.


(١) لم أقف عليه من حديث عكرمة.
(٢) "مشكل الحديث" (ص ١٠١) وقد ذكره هكذا معلقًا عن يحيى بن أبي كثير.
وذكره الديلمي في "الفردوس" (٩٦١)، وعزاه الهندي في كنز العمال (٢٩٨٥٧) إلى الطبراني في "السُّنَّة" موقوفًا.

<<  <   >  >>