للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

" حَدِيث آخَر يَتَعلَّقُ بالغَضِبِ"

٥٦٥ - أناه أبو محمد الحسن بن محمد قال نا محمد بن عبدالرحمن النصيبي قال نا محمد بن عبد الله الماسرجسي بالموْصِل قال نا محمد بن المسيب قال نا عمار بن محمد قال نا سعيد بن منصور قال نا ابن المبارك عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله عَزَّ وجَلَّ {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] قال: أَغّضَبُوه حتى عضَّ أنامله (١).

والذي يدل على أنَّ الغَضَبَ والرِّضَا غير الإرادة، أنَّ الغَضَب معنى يتعلق بالموجود وكذلك الرضا، فأمَّا الإرادة فأنَّها تتعلق بما لم يكن ليكون.

ولأنه لو كان الغضب بمعنى الإرادة، لكان الله يُبْغض أَفعاله! لأنَّ المعاصي خلقه من صفات الفعل، ولأنَّنا نُفَرِّقُ بين كوننا مُبغضين الشيء، وبين كوننا مريدين.

* * *


(١) لم أجده! والأثر فيه نكارة. أما الآية {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥].
فتدل على أن الله تعالى يَغضَب ويُغضَب، فذكر عن فرعون وقومه أنهم أغضبوا الله تعالى فغضب عليهم، ومثلها قوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: ٢٨] وقوله {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: ٨٠]. ففرق سبحانه بين سخطه وإسخاط العباد إياه. وانظر نقض الدارمي (٢/ ٨٦٥ - ٨٦٦).

<<  <   >  >>