للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حنين (١) عن قتادة بن النعمان قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله لما فرغ من خلقه، استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى وقال: أنها لا تصلح لبشر" (٢).


(١) في الأصل: بن جبير وهو خطأ.
(٢) حديث منكر، أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ٢٤٨ - ٢٤٩) وأبو محمد الخلال وأبو بكر الخلال كما سيأتي والطبراني في الكبير (١٩/ ١٣) والبيهقي في "الأسماء" (ص ٣٥٥) عن إبراهيم بن المنذر الحزامي به. قال البيهقي عقبه: فهذا حديث منكر، ولم أكتبه إلا من هذا الوجه، وفليح بن سليمان مع كونه من شرط الخاري ومسلم، فلم يخرجا حديثه هذا في الصحيح، وهو عند بعض الحافظ غير محتج به.
ثم نقل تضعيف ابن معين والنسائي لفليح بن سليمان، قلت: وضعفه ابن المديني وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: يختلفون فيه وليس به بأس، والظاهر أن هذا الحديث من غرائبه، فقد ذكره الذهبي في ترجمته من الميزان (٣/ ٣٦٥).
وقال البيهقي: وفيه علة أخرى، وهو أن قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وصلى عليه عمر، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي وابن بكير، فتكون روايته عن قتادة منقطعة. اهـ
قلت: قوله أن فيه انقطاع، فيه نظر إذا السياق يأباه.
ثم إن الحافظ بن حجر اختار في التهذيب (٧/ ٦٣) أنه مات وهو ابن تسعين، ولم ينف سماع عبيد بن حنين من قتادة كما في ترجمة قتادة من التهذيب (٨/ ٣٥٨).
والحديث في متنه نكارة شديدة، وهو ما أشار إليه البيهقي بقوله: وما نقل في هذا الخبر إنما يفعله في الشاهد من الفارغين من أعمالهم من مسّه لغوب، أو أصابه نصب مما فعل، ليستريح بالاستلقاء وضضع إحدى رجليه على الأخرى، وقد كذَّب الله تعالى اليهود حين وصفوه بالاستراحة بعد خلق السماوات والأرض وما بينهما فقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}. وقال: وأما النهي عن وضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى مستلقيًا فقد رواه أبو الزبير عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دون هذه القصة (قلت: وهو في مسلم ٣/ ١٦٦١) وحمله أهل العلم على ما يخشى من انكشاف العورة -وهي الفخذ- إذا رفع إحدى رجليه على الأخرى مستلقيًا والإزار ضيق، وهو جائز عند الجميع إذا لم يخش ذلك. اهـ =

<<  <   >  >>