للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسجد إذ جاء قتادة بن النعمان فجلس يتحدث وثاب إليه ناس، فقال: انطلق بنا يا ابن حنين (١) إلى أبي سعيد فأخبرت أنه اشتكى، قال: فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد فوجدناه مستلقيًا رافعًا رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا عليه وجلسنا، فرفع قتادة يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابن أخي أوجعتني، قال: ذاك أردت إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الله لما قضى خلقه استلقى ثم رفع إحدى رجليه على الأخرى، ثم قال: لا ينبغي لأحدٍ من خلقي أن يفعل هذا" فقال أبو سعيد: لا جرم والله لا أفعله أبدًا.

قال أبو محمد الخلال: هذا حديث إسناده كلهم ثقات، وهم مع ثقتهم شرط الصحيحين مسلم والبخاري.

١٨٣ - وقد ذكر أبو بكر أحمد بن محمد الخلال (٢) هذا الحديث في "سننه" فقال نا أحمد بن الحسين الرقي نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن فليح


(١) في الأصل: ابن جبير.
(٢) هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الخلال، ولد سنة ٢٣٤ هـ أو في التي تليها فيجوز أن يكون رأي الإمام أحمد، ولكنه أخذ الفقه عن خلقٍ كثير من أصحابه، وتلمذ لأبي بكر المروذي، قاله الذهبي.
ورحل إلى فارس وبلاد الشام والجزيرة، يتطلب فقه الامام أحمد وفتاويه وأجوبته. وكتب عن الكبار والصغار حتى كتب عن تلامذته، وجمع فأوعى، ثم أنه صنف كتاب: "الجامع في الفقه" من كلام أحمد بأخبرنا وحدثنا، وصنف كتاب "العلل" عن أحمد في ثلاث مجلدات، وألف كتاب "السنة" وغيرها من المؤلفات التي تدل على إمامته وسعة علمه. قال الذهبي: ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل، حتى تتبع هو نصوص أحمد ودونها وبرهنها بعد الثلاث مئة ف رحمه الله تعالى. توفي سنة ٣١١ هـ.
(تاريخ بغداد (٥/ ١١٢ - ١١٣) طبقات الحنابلة (٢/ ١٢ - ١٥)، السير (١٤/ ٢٩٧ - ٢٩٨)).

<<  <   >  >>