للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥) ولم يَنْزل في كتب التَّوراة، وخَلْقَ الجنة والعرش، ولأنَّ القَصْدَ بذلك فَضِيلةَ آدمَ على إبليس، وهذا المعنى مَعْدُوم في غيره (١).

وهذا غلط، لأنَّ هذا الخبر تَلَقَّتْه الأُمَة بالقَبَولِ، وقد عَضَدَ القرآن بعض ما تناوله، فوجب الأخذُ بظاهره لصحته، وجَرَى هذا مجرى قوله "تَرَوْنَ رَبَّكم يَومَ القِيامة" وجب الاحتجاجُ به كما يجب الاحتجاج بالآية.

وقوله: إن في ذلك فضيلة لآدم، فهذا المعنى موجود ها هنا، لأن فيه فضيلة لموسى لأنَّه كَتَبَ ما أَنْزَلَه عليه بيده، وفَضيلة لجنَّة عَدْنٍ والعرش على غيرهما من المخلوقات، كما فَضَّلَ آدَمَ بأن خَلَقه بيده على غيره من المخلوقين، ولأنَّا قد اسْتَوفينا الكلام على هذا السؤال، في الحديث الذي فيه ذِكْرُ السَّاعِدِ بما فيه كفاية (٢).

فأمَّا قوله في الخبر "وهو مسند ظهره إلى الصَّخرة" فيحتمل أنْ تكون هذه الصِّفة راجعة إليه سبحانه، لأنَّه مذكور في الخبر (٣).

ويحتمل أنْ تكونَ راجعة إلى موسى، لأنَّه مذكور أيضًا في الخبر بقوله "كتَبَها لموسى" وبقوله "يَسْمَعُ صريف القَلم" وبقوله "ليسَ بَينَه وبينه إلا الحِجَاب" وهذا كنَاية عن موسى.

والأشبه حملها على موسى، لئلا يُثْبَتَ له سُبحانه صِفَة بأمرٍ محتمل.

٥١٢ - وقد ذكر أبو بكر النَّقاش في كتاب "الرِّسالة" قال: التقى علي بن أبي طالب وكَعْب الأحبْار، فقال علي لكعب: أنتَ الذي تَزْعُمُ أن الصَّخْرةَ مَقامُ الرحْمن، وقال اللهُ {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}


(١) مشكل الحديث لابن فورك (ص ٢٠٣ - ٢٠٤).
(٢) انظر ما سبق.
(٣) لم يثبت الخبر فتثبت الصفة!

<<  <   >  >>