٥٥٥ - وروى ما دَلَّ على القِيام، فحدثناه السُّكَري في جُملة "حديث غُنجار" بإسناده: عن جابر قال: بلغني حديث في القِصَاص، وكانَ صاحب الحديث بمصر، فاشتريتُ بَعيرًا وشَدَدت عليه رَحْلًا، ثم سرتُ شَهرًا حتى وردت مِصْرَ، فسألت عن عن صاحب الحديث، فَدُلِلْت عليه، فإذا هو بَاب لاطِيء، فَقَرعتُ البابَ فخرج إليَّ مَملوك له أسْود، فقلت: ها هنا أبو فلان؟ فسكَت عَنِّي، فدخل فقال لمولاه: بالبابِ أَعْرابي يطلبك، فقل: اذهبْ فقال له: من أنت؟ فقلت: أَنَا جَابر ابن عبد الله صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فخرج إليَّ فَرحَّبَ بي وأخذ بيدي، ثم قال لي من أين، من أهل العراق؟ قلت: نعم، بلغني حديث في القصاص، ولا أعلمُ أَحَدًا ممنْ بَقي أَحفَظُ له منك، فقال: أجلْ سمعت رسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله يَبْعثُكُم يَومَ القيامة حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، وهو عَزَّ وجلَّ قَائِم عَلى عَرشِهِ يُنَادِي بصَوتٍ له رَفيع، غير فظ يُسمِع البَعيد كما يُسْمِعُ القَريب، يقول: أَنَا الدَّيَّانُ، لا ظُلْمَ عندي، وعَزَّتي لا يُجاوزُني اليوم ظُلم ظَالمٍ ولو بلَطْمةٍ بكفَيِّكَ، ولو ضَرْبَةَ يد على يد، ولأقْتَصنَّ للجَمَّاءَ من القَرنَاء، ولأَسئَلنَّ الحَجَر لم نكب الحَجَر، ولأسْئلنَّ العُودَ لم خَدَشَ العُود صاحبه، في ذلك أُنْزِلَ علي يعني في كتابي {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}[الأنبياء: ٤٧] ثم قال رسول الله: إنَّ أَخْوَفَ مَا أخَافُ على أمتي بَعْدي، عَمل قَومِ لُوطٍ، أَلَا فَلْتَتَرقَّبْ أُمتي العَذَاب إذا اكتفا (١) الرِّجَالُ بالرِّجَال،